خبراء واعلاميون يضعون : خارطة طريق لوقف الحروب الدينية على الفضائيات

أخبار مصر



طالب عدد من الأكاديمين والإعلاميين بسرعة إصدار قانون موحد ينظم البث الفضائي والأرضي في مصر لمواجهة إعلام الفتنة الطائفية، وتكوين مجلس أعلى للإعلام يتولى مراقبة وتقييم اداء القنوات الفضائية.

كما طالبوا في الندوة التي عقدها مركز صحفيون متحدون ومركز رؤية للتنمية والداسات الاعلامية ضمن فعاليات مبادرة القضاء على التمييز الديني في الإعلام، بتحديد معنى إزدراء الأديان ، ووضع قانون للتميز الطائفي.

اشار هاني لبيب الكاتب والباحث الى أن ظهور القنوات الدينية المسيحية كان خلال السنوات الخمس الماضية ، وتفتقد هذه القنوات التدقيق في المعلومات، بل في أحيان تعتمد على تضخيم الأحداث في قضايا معينة، مؤكدا على أن هناك قنوات مسيحية شاذة تعتمد الهجوم على الرسول والقرآن.

وقال : لا أعفي هذه القنوات من التسبب في الفتنة الطائفية في الفترة الأخيرة ، ويمثل أحد رموز هذا المنهج القممص زكريا بطرس الذي بدأ الحديث في السبعينات بالرد على الشيخ الشعراوي ، وهو ما أحددث قلاقل وقتها ، ثم خرج من مصر بإتفاق بين البابا شنودة ووزير الداخلية وقتها ذكي بدر وإن كنت غير متأكد من هذه الرواية ، مشيراً إلى أنه لا يوجد رادع لمثل زكريا بطرس في مصر ، وليس هناك أى سيطرة على هذه القنوات التي تبث من خارج مصر.

وطالب لبيب بتحديد معنى الإزدراء الأديان حتى يتسنى محاسبة المخطاً في ظل حالة الطفح في القنوات الدينية، الذي يطرح سؤالاً مهماً هل المواطن المصري يحتاج إلى كل هذه القنوات الدينية؟ ، وهل نحن بحاجة إلى كل هذه القنوات المملوكة للدولة؟.

واضاف لبيب أن القنوات الدينية الإسلامية منها والمسيحية تمثل حالة من التقليد للقنوات الفضائية وبرامج التوك شو، مشيراً إلى أننا بحاجة إلى قنانتين فقط واحدة إسلامية وأخرى مسيحية تتبع الدولة.

وطالب لبيب بتفعيل قوانيين تتماشي مع القوانيين الدولية للقضاء على إعلام الفتنة الطائفية، وأضاف قائلاً : طول ما في بمصر ناس على راسهم ريشة ستستمر الفتنة الطائفية . مشيراً إلى أن احدا لم يحاسب الأنبا بيشوي عندما قال إن المسلمين ضيوف في مصر ولم يحاسب ايضاً الدكتور محمد سليم العوا الذي قال إن هناك كنائس فيها اسلحة. وانتقد لبيب الشيوخ والكهنة في القنوات الفضائية، قائلاً شيوخ وكهنة الفضائيات عندهم إسهال في الفتوى والرد على كل سؤال يوجه إليهم، ولن تجد احدا فيهم يقول ولو لمرة واحدة سوف ابحث عن اجابة لهذا السؤال .

وأشار الدكتور محمد شومان عميد المعهد الدولي للاعلام إلى أن القنوات الدينية الإسلامية بدأت مع تراكمات الرأسمالية النفطية في منطقة الخليج وتحديداً في 1998 ، مضيفاً أن تكونولوجيا الاتصال وتطور البث الفضائي كان أحد عوامل ظهور هذه القنوات .

وأكد أن هدف أصبح هذه القنوات في المقام الأول الربح، لأن القنوات الفضائية مشاريع ناجحة والسبب في ذلك عدم وجود انتاج ضخم في هذه القنوات مقارنة بغيرها من القنوات، بل الأمر لا يعدو في أحيان غير استئجار تردد على النيل سات.

واشار شومان إلى أن رؤية القائمين على هذه القنوات هي أن كل ما في المجتمع هو الدين وفقط، وهو ما يشوه الرؤية الإسلامية الوسطية للدين والحياة، بل وتعتبر هذه رؤية زائفة للقائمين على القناة حيث أن هدفهم هو الربح .

وأضاف أن معضلة هذه القنوات أنها تسيس الدين وتدين السياسة، حيث تقوم بإخضاع أى قضية سياسية للدين وتعلن رأيها في ذلك ، كما حدث في التعديلات الدستورية وأصبح من يقول لا للتعديلات الدستورية آثم.

وأشار شومان إلى الفترة القادمة سوف تشهد زيادة في عدد القنوات الدينية بسبب الفترة الحالية التي نمر بها، موضحاً أنه من الناحية التكنولوجية يصعب حجب بث هذه القنوات على الاقمار الصناعية ، وحتى إذا حدث ذلك ، فإننا سوف نرى ظهور لهذه القنوات على الانترنت في ظل وجود عملية دمج بين التليفزيون والانترنت والموبيل.

وطالب شومان بقانون موحد ينظم البث الفضائي والأرضي في مصر ، وتكوين مجلس أعلى للإعلام يتكون من أعضاء بمجلس الشعب ونقابات الصحافة والإعلام ، يراقب هذه المجلس الأداء الإعلامي ويلزم القنوات بتطبيق المعايير المهنية في العمل، مشيراً إلى أنه بلا يجب أن نخصص مواثيق شرف للقنوات الدينية فقط ،وإنما وضع ضوابط للأدداء الإعلامي بعد ثورة 25 يناير بشكل عام، ومن المهم أن يشارك الصحفيين والإعلاميين في وضع هذه المواثيق والقوانيين.

وأكد سعيد شعيب مدير مركز صحفيون متحدون أنه تم توجيه الدعوة الى القائمين على قناة مسيحية تعمل من مصر، وتم توجيه الدعوة ايضا الي قنوات دينية اسلامية، ولكنهم لم يحضروا جميعاً. واضاف: إن القنوات الدينية اللإسلامية والمسيحية كانت تمثل مشكلة قبل الثورة ولا زالت ، سواء القنوات التي تبث عبر النيل سات أو أمريكا وخاصة المسيحية ، ولابد أن نقرر أننا لسنا مع اغلاق هذه القنوات لأن ذلك مصادرة للحريات.

وطالب شعيب القنوات الدينية بسرعة الاندماج في البناء الديمقراطي في مصر الذي أصبح يتجلى بعد الثورة لأنه من غير المقبول أن تلعب هذه القنوات نفس الأدوار التي كانت تلعبها قبل الثورة.

وأضاف أن المناخ الآن يجعل من كان يعمل تحت الأرض يعمل فوق الأرض وهو ما يقول أننا مقبولون على حرب بين القنوات الدينية الإسلامية منها والمسيحية.

وقال أيمن عامر معد ومذيع سابق في أحد القنوات الدينية الإسلامية أن هذه القنوات لا يمكن أن نسميها قنوات دينية، بل هم تجار بالدين، مشيراً إلى أن هذه القنوات متطرفة، تمنع ظهور المرأة حتى وإن كانت محجبة وكان هناك رفض تام لاستضافة أى طبيب مسيحي.

وأكد عامر أن قرار الحجب الذي أخذه النظام السابق بحق عدد من القنوات الفضائية الدينية كان سبباً في تأجيج الثورة ونجاحها، فهذه القنوات السلفية ترفض الخروج على الحاكم لأنها قنوات سلفية في المقام الأول تبتعد عن السياسة.

وقال عماد فؤاد نائب رئيس تحرير برنامج الحياة أننا نمر بمرحلة سيولة يصعب تقيمها ، مشيراً إلى أننا في السابق كنا نهاجم الخصخصة ، والآن أصبحنا نرى خصخصة المساجد وهو ما يفعله الشيخ حافظ سلامة بمسجد النور بالعباسية.

وأشار إلى أن واقع القنوات الدينية لا يختلف كثيراً عن باقي القنوات ، والإعلام قائم على الإثارة لذلك فعند الاختيار بين شيخين ، يكون التقيم حسب أكثرهم شخونة ، وهو ما يجعلنا نرى شيخ قليل الأدب جاهل وأرعن يهاجم الآخرين.

وطالب فؤاد إلى تفعيل قانون السب والقذف ، وأن يكون كل مواطن هو القيم على الأفعال الخارجة في القنوات الفضائية.