ليبيا تنفي تقريرا روسيا بأن القذافي يبحث عن مخرج

عربي ودولي


قالت صحيفة روسية يوم الثلاثاء ان الزعيم الليبي معمر القذافي يستطلع امكانية تسليم السلطة لكن الحكومة الليبية نفت انها تجري محادثات بشأن تنحيه.

وبعد خمسة أشهر من بدء الصراع الذي ضم حلف شمال الاطلسي وأصبح الاكثر دموية في انتفاضات ربيع العرب ظهر عدد كبير من التقارير بشأن محادثات تتعلق بانهاء حكم القذافي المستمر منذ 41 عاما مقابل ضمانات أمنية.

واستندت صحيفة كوميرسانت الروسية التي تتمتع باحترام في روايتها الى تصريحات مصدر رفيع المستوى في موسكو. لكن تم نفي التقرير في طرابلس وقالت ايطاليا انها تعتقد ان الحديث عن اتفاق خدعة من جانب حكومة القذافي.

وقال موسى ابراهيم المتحدث باسم حكومة القذافي لرويترز ان المعلومات بشأن تنحي القذافي أو السعي الى ملاذ امن داخل البلاد أو في الخارج هو ببساطة أمر غير صحيح.

وقال ابراهيم ان موضوع القذافي غير قابل للتفاوض وان هذا هو موقفهم المبدئي وان مستقبل ليبيا سيقرره الليبيون. وأضاف ان القذافي رمز تاريخي وان الليبيين سيموتون للدفاع عنه.

وكررت الولايات المتحدة موقفها بضروروة تنحي القذافي. وقالت فيكتوريا نولاند المتحدثة باسم وزارة الخارجية الامريكية في مؤتمر صحفي نؤيد أي شيء يقودنا الى وضع يدرك فيه القذافي ان الوقت قد حان لرحيله.

ورغم الحديث عن اتفاق للسلام فان القتال بين قوات الحكومة والمعارضين مستمر حيث تعرضت قوات المعارضة لواحد من أشد عمليات القصف خلال الاسابيع القليلة الماضية.

وقال مراسل لرويترز في مصراتة التي تبعد 200 كيلومتر شرقي طرابلس ان مواقع المعارضة في منطقة الدفنية على المشارف الغربية للمدينة تعرضت لنيران المدفعية الثقيلة يوم الثلاثاء.

وقال مصدر بمستشفى محلي ان 11 مقاتلا من المعارضة على الاقل قتلوا وأصيب 42 اخرون وأن جثث القتلى نقلت الى مستشفى الحكمة في مصراتة.

وقال عاملون بالمستشفى ان غالبية المصابين في حالة حرجة وبعضهم يحتاج الى بتر للاطراف.

وقال متحدث من المعارضة في مصراته اسمه عبد السلام ان هذا الهجوم يأتي بعد يوم من قيام قوات القذافي بنصب كمين لمقاتلي المعارضة جنوبي المدينة مما أسفر عن مقتل ستة واصابة 22 معارضا.

وجدد المعارضون القول بأنهم لن يقبلوا أي مساومة تبقي على القذافي في البلاد طليقا.

وقال عبد السلام أي حل لا يتضمن تنحي القذافي ومحاكمته أو مغادرة ليبيا غير مقبول.

ويقول بعض المحللين ان القذافي بدأ يفكر في خطة خروج بسبب النقص في الاموال النقدية والوقود وحملة القصف التي يشنها حلف شمال الاطلسي والضغط العسكري من جانب مقاتلي المعارضة وهي جميعها عوامل تقلل من خياراته للتمسك بالسلطة.

لكن دبلوماسيين غربيين يحذرون من انه في مصلحة القذافي ان يرسل اشارات متباينة بشأن اتفاقات محتملة على أمل اثارة الارتباك بين المعارضين والتحالف الغربي الهش الذي يحاول اجباره على الرحيل.

وقالت صحيفة كوميرسانت ان القوى الغربية ومن بينها فرنسا متقبلة لاتفاق مع القذافي اذا وافق على التنحي.

ونقلت الصحيفة عما وصفته بأنه مصدر عالي المستوى في القيادة الروسية قوله ان العقيد القذافي يرسل اشارات بأنه مستعد للتخلي عن السلطة مقابل ضمانات أمنية .

جاء التقرير بعد يوم من استضافة روسيا رئيس جنوب افريقيا جاكوب زوما -- الذي حاول الوساطة في اتفاق سلام بشأن ليبيا -- والامين العام لحلف شمال الاطلسي اندرس فو راسموسن لاجراء محادثات ركزت على ليبيا.

وبعد عودته من روسيا أصدر مكتب زوما بيانا جاء فيه انه طلب من حلف شمال الاطلسي اقناع المجلس الوطني الانتقالي للمعارضة الليبية ان ياتي الى طاولة التفاوض.

وكانت روسيا اتهمت فرنسا يوم الخميس بارتكاب انتهاك سافر لحظر فرضته الامم المتحدة على السلاح بتسليح المعارضين الليبيين بينما قالت واشنطن ان التصرف الفرنسي مشروع مما أثار جدلا دبلوماسيا جديدا بشأن القصف الجوي الغربي على ليبيا.

وقال السفير الالماني بيتر فيتنج الذي يتولى رئاسة مجلس الامن الدولي لشهر يوليو تموز في الامم المتحدة يوم الثلاثاء انه لم يتم التوصل الى اتفاق بشأن قضية السلاح في نقاش قصير جرى بمجلس الامن حول ليبيا.

وكان فيتنج يرد على سؤال بشأن ما اذا كان هناك طلب قدم لعقد اجتماع للجنة العقوبات بالامم المتحدة لبحث الموضوع.

وأعلنت الحكومة الليبية يوم الاثنين انها أجرت محادثات في ايطاليا والنرويج ومصر مع شخصيات كبيرة من المعارضة بشأن ايجاد مخرج سلمي للصراع.

لكن الحكومة الايطالية نفت اجراء أي محادثات على اراضيها وعبرت عن شكوكها في ان حكومة القذافي مخلصة بشأن المحادثات.

وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الايطالية موريتسيو ماساري هدف الناس في طرابلس وهدف نظام طرابلس هو دق اسفين داخل الائتلاف. وقال لذلك فانني أفسر هذه المعلومات الكاذبة على أنها مظهر ضعف لنظام القذافي.

وقال المتحدث باسم الحكومة الليبية موسى ابراهيم الذي تحدث الى رويترز يوم الثلاثاء ان الحكومة الايطالية مخطئة. وقال انه لا يمكنه الكشف عن هوية عضو الحكومة الايطالية الذي حضر المحادثات لاسباب دبلوماسية .

وقال مسؤول ليبي مقره القاهرة ان وزير الصحة والبيئة الليبي محمد محمود الحجازي كان قد توجه الى فيينا لاجراء محادثات مع أعضاء المعارضة نيابة عن الحكومة الليبية.

ولم يرد على الفور تأكيد لهذه الرحلة.

وبدأ حلف الاطلسي حملة القصف في مارس اذار بعد ان فوض مجلس الامن التابع للامم المتحدة باستخدام الوسائل اللازمة لحماية المدنيين الذين ثاروا ضد حكم القذافي.

ويقول القذافي ان المعارضين مجرمون مسلحون ومتشددون ينتمون لتنظيم القاعدة. ووصف عملية حلف الاطلسي بأنها عمل استعماري يهدف الى نهب النفط الليبي.

ويسيطر المعارضون على الثلث الشرقي لليبيا وجيوب في الغرب ويقول حلف الاطلسي ان ضرباته تقوض تدريجيا قبضة القذافي على السلطة. لكن المعارضين فشلوا في تحقيق تقدم نحو طرابلس.

وحذرت وكالات الامم المتحدة من حدوث نقص في الغذاء والدواء في المناطق الخاضعة لسيطرة المعارضة.

ويقول موظفو الامم المتحدة الذين زاروا منطقة الجبل الغربي ان المزارعين اجبروا على بيع ماشيتهم أو ذبحها وتناول لحومها مما يتركهم بدون مورد للعيش.

(رويترز)