الثوار الليبيون يتلقون مئة مليون دولار مساعدات وفرنسا تقر بتزويدهم اسلحة

عربي ودولي


القت فرنسا بواسطة المظلات اسلحة خفيفة للثوار الليبيين في جنوب طرابلس لمساعدتهم في معاركهم ضد قوات معمر القذافي، فيما اثار النزاع الليبي مزيدا من الانقسامات سواء في حلف شمال الاطلسي او الاتحاد الافريقي.


في موازاة ذلك، تلقى المجلس الوطني الانتقالي الذي يمثل الثوار اول مئة مليون دولار في اطار مساعدة خاصة مصدرها الارصدة المجمدة للنظام الليبي وذلك لدفع الرواتب وشراء الوقود وفق ما اعلنت لندن الاربعاء.

من جانبه، اكد الرئيس الاميركي باراك اوباما الاربعاء ان المهمة الاميركية في ليبيا ما زالت محدودة ، مشددا على ان النقاش في الكونغرس حول شرعية قراره المشاركة في النزاع له دوافع سياسية.

والاربعاء، اقرت فرنسا للمرة الاولى بانها زودت الثوار الليبيين اسلحة في منطقة جبل نفوسة بجنوب شرق طرابلس، في بادرة يمكن ان تفسر برغبة في تسريع نهاية النزاع، لكنها رفضت من جانب لندن.

وتزداد الانقسامات بين الحلفاء علما ان العملية العسكرية الجوية التي يقودها الحلف الاطلسي لم تنجح في اسقاط القذافي رغم مرور ثلاثة اشهر على بدايتها.


واكدت رئاسة اركان الجيوش الفرنسية الاربعاء في باريس جزئيا معلومات نشرتها صحيفة لوفيغارو الفرنسية اليوم حول القاء اسلحة بالمظلات للمتمردين الليبيين.

وقال المتحدث باسم رئاسة الاركان الكولونيل تييري بوركارد لفرانس برس قمنا بالقاء مساعدات انسانية واغذية ومياه ومعدات طبية .

واوضح ان وضع المدنيين تدهور خلال العمليات العسكرية. كما القينا اسلحة ووسائل تسمح لهم بالدفاع عن انفسهم خصوصا ذخائر .

ونقلت الصحيفة عن مصدر فرنسي رفيع المستوى ان فرنسا القت قاذفات صواريخ وبنادق هجومية ورشاشات وصواريخ مضادة للدبابات من طراز ميلان.

لكن خطوة فرنسا باغتت وازعجت البريطانيين الذين اطلقت باريس وواشنطن معهم في 19 اذار/مارس الماضي عملية عسكرية جوية لمنع قوات معمر القذافي من السيطرة على بنغازي ثاني مدن البلاد ومعقل الثوار.

واكد وزير الدفاع البريطاني جيرالد هاورث اليوم الاربعاء ان لندن ترفض تزويد الثوار الليبيين باسلحة. وقال في مؤتمر في بروكسل كلا، بريطانيا العظمى لا تنوي تزويد المعارضة الليبية بالاسلحة. فنحن نعتقد ان الامر يطرح عددا من التساؤلات وعلى الاخص حول قرار الامم المتحدة (الذي اجاز التدخل عسكريا في ليبيا)، حتى ان كان الامر مبررا احيانا .

وصرح دبلوماسي في الامم المتحدة طالبا عدم كشف هويته في نيويورك ان قراءة قرارات الامم المتحدة بحذافيرها لا تمنع القاء اسلحة بالمظلات في ليبيا لتأمين حماية مدنيين .

بدوره، اكد السفير الفرنسي لدى المنظمة الدولية جيرار ارو ان تسليم بلاده الثوار الليبيين اسلحة يحترم قرارات مجلس الامن الدولي.

وصرح ارو للصحافيين في نيويورك قررنا تسليم اسلحة دفاعية للسكان المدنيين لاننا اعتبرنا ان هؤلاء السكان مهددون .



وصوت مجلس الامن الدولي في شباط/فبراير واذار/مارس على قرارين يفرضان خصوصا حظرا على بيع الاسلحة لليبيا ويطلبان حماية المدنيين بكل الوسائل الممكنة .

وتبنت لجنة وسطاء الاتحاد الافريقي المؤلفة من خمسة رؤساء دول الاربعاء في مالابو مجموعة اقتراحات لاتفاق اطار في شان حل سياسي في ليبيا، يستند الى خارطة الطريق وفق ما علمت فرانس برس من الاتحاد الافريقي.

واورد بيان صدر اثر اجتماع اللجنة ان الاخيرة المؤلفة من رؤساء جنوب افريقيا والكونغو ومالي واوغندا وموريتانيا بحثت تطور الوضع في ليبيا منذ اجتماعها الاخير في بريتوريا في 26 حزيران/يونيو. وفي اطار خارطة الطريق للاتحاد الافريقي، تبنت مجموعة اقتراحات من اجل اتفاق اطار في شان حل سياسي للازمة في ليبيا، على ان ترفعها الى قمة رؤساء دول الاتحاد الخميس والجمعة.

واوضح مفوض السلم والامن في الاتحاد الافريقي رمضان العمامرة لفرانس برس ان اللجنة اعدت اقتراحات (...) من اجل حل سلمي للازمة الليبية .

وكان رئيس مفوضية الاتحاد الافريقي جان بينغ ذكر في وقت سابق بان لا عودة عن خارطة الطريق التي اقرها الاتحاد في العاشر من اذار/مارس.

وتلحظ هذه الخارطة خصوصا وقفا لاطلاق النار وعملية انتقالية يتم التفاهم عليها و اصلاحات تلبي التطلعات المشروعة للشعب الليبي الى الديموقراطية والحاكمية العادلة ودولة القانون ، وفق بينغ.




من جهته، اكد رئيس مفوضية الاتحاد الافريقي الغابوني جان بينغ الاربعاء في مالابو ان المحكمة الجنائية الدولية صبت الزيت على النار عبر اصدارها مذكرة توقيف بحق القذافي.

وقال بينغ للصحافيين عشية افتتاح القمة السابعة عشرة للاتحاد الافريقي الجميع يلاحظون ان المحكمة الجنائية الدولية تحضر في الوقت غير الملائم لتصب الزيت على النار. لقد تعودنا ذلك. انه يعقد الوضع. لست الوحيد الذي يقول ذلك، حتى الدول الغربية تقوله .

وردا على سؤال عن قيام فرنسا بتسليم الثوار الليبيين اسلحة، قال بينغ انها ستستخدم لاحتجاز رهائن.

من جهة اخرى، استولى الثوار الذين عانوا من نقص السلاح بضعة ايام، والذين باتوا يبعدون خمسين كلم عن طرابلس، معقل النظام، على مخزن ذخائر كبير الثلاثاء في منطقة صحراوية تبعد 25 كلم جنوب الزنتان جنوب غرب العاصمة، كما ذكر مراسل وكالة فرانس برس.

واندلع حريق في وقت مبكر فجر الخميس في مخزن للسلاح والذخائر تابع للثوار الليبيين قرب بنغازي معقل هؤلاء بشرق ليبيا، ما تسبب بانفجارات متتالية، وفق ما افاد صحافيون.

ونفت مصادر طبية في المكان وقوع اصابات جراء الحريق في هذا المخزن الواقع في الرجمة على بعد 30 كلم شرق بنغازي. وحاولت العديد من سيارات الاطفاء خلال الليل اخماد النيران التي لم تعرف اسبابها حتى الان.

وافاد سكان ان الموقع يحوي 48 مخزنا تحت الارض تضم خصوصا عشرات من الدبابات السوفياتية الصنع اضافة الى كميات كبيرة من الذخائر.

وفي موازاة المساعدة العسكرية، تلقى المجلس الوطني الانتقالي مساعدة دولية اولى بقيمة مئة مليون دولار وفق ما اعلن وزير الخارجية البريطاني وليام بيرنز، وذلك بعدما شكا الثوار في منتصف حزيران/يونيو من انهم لم يتلقوا شيئا من المليار يورو التي وعدوا بها.

واعتبر مازن رمضان المستشار الاقتصادي لدى المجلس الوطني الانتقالي ان المئة مليون دولار تمثل مبلغا صغيرا بالنسبة الى ما نحن في حاجة اليه، فشحنات الوقود تمثل اكثر من ذلك .

واضاف لفرانس برس في بنغازي نواجه مشكلة خطيرة، ليس لدينا مال، اننا نخسر على الجبهة المالية ويبدو ان اصدقاءنا لم يلاحظوا ذلك .

لكن الثوار لا يزالون يسجلون نقاطا على الصعيد الدبلوماسي، فقد اعترف بلد جديد هو جمهورية تشيكيا بالمجلس الوطني الانتقالي كممثل شرعي للشعب الليبي.

من جانبه، قام وزير الصحة الليبي احمد حجازي الاربعاء بزيارة الى مصر لطلب تزويد بلاده بمساعدة طبية لتلبية الشح الذي تعاني منه طرابلس على هذا الصعيد، كما ذكرت وكالة انباء الشرق المصرية.

وقد اسفر النزاع منذ 15 شباط/فبراير عن الاف القتلى، كما يقول مدعي المحكمة الجنائية الدولية لويس مورينو-اوكامبو، وادى الى نزوح حوالى 650 الف ليبي الى الخارج وهجرة 243 الفا آخرين في داخل البلاد.

طرابلس (ا ف ب) -