أزمة السولار تهدد بتوقف المخابز.. والغرفة التجارية تدرس التصعيد ضد «التموين»

الاقتصاد


حلقة جديدة فى مسلسل الأزمات الذى يلاحق المصريين، وينتقل من سلعة إلى أخرى بسرعة البرق، فنفس المشكلات والأزمات تبقى وتمتد مهما تغيرت الوزارات، ومهما تغير القائمون عليها، وأصبح لكل أزمة «موسم»، تبدأ معه ثم تنتهى، لتبدأ فى أعقابها أزمة جديدة.

وخلال الأيام الماضية، تتابعت الأزمات، من الأسمدة إلى البنزين والبوتاجاز والسولار، واخيرا رغيف العيش، وسط توقعات بان تنتقل الطوابير من الوقوف أمام مستودعات البوتاجاز ومحطات البنزين، إلى المخابز، على خلفية وصول أزمة السولار إلى المخابز، التى تعانى من نقص حاد فيه، مع ارتفاع سعره بنسبة 300%، دون أسباب واضحة، رغم تأكيد وزارة البترول أنها مستمرة فى ضخ الكميات المطلوبة بانتظام، وهو ما أرجعته إلى التهريب والبيع فى السوق السوداء..

وبحسب تأكيدات عبدالله غراب رئيس الشعبة العامة للمخابز فى اتحاد الغرف التجارية، فإن بعض المخابز البلدية توقفت عن الإنتاج بالفعل لفترات بسيطة، بسبب فشلها فى الحصول على السولار، مشيرا إلى أن الشعبة تلقت عدة شكاوى من أصحاب المخابز فى محافظات مختلفة، من عدم توفير السولار، وهو ما دفعه إلى مخاطبة وزارة التموين لتوفير الكميات المطلوبة من السولار، إلا أن الوزارة لم تتخذ أى خطوة لحل الأزمة حتى الآن.

وأوضح غراب أن كمية السولار التى يتطلبها إنتاج طن واحد من الدقيق، تصل إلى 11 لترا، وطالب بسرعة تدخل كل من وزارتى البترول والتموين للسيطرة على الأزمة، قبل أن تتفاقم، وتتسبب فى كارثة اجتماعية، مشيرا إلى أنه تلقى جميع الشكاوى من أصحاب المخابز، لإعداد تقرير نهائى، تم عرضه على وزارة التموين.

ومن جهته، قال فرج وهبة، رئيس شعبة المخابز فى الغرفة التجارية بالقاهرة، إن مديرية التموين فى المحافظة لم تقم بصرف فارق سعر السولار للغرفة التجارية، رغم أن وزارة التموين والتجارة الداخلية قررت صرفه كتعويض لأصحاب المخابز عن زيادة أسعار السولار، للمحافظة على دعم رغيف الخبز وعدم زيادة سعره.

وأضاف وهبة أن المتأخرات المستحقة للمخابز متوقفة منذ شهر يونيه الماضى، رغم وعود وزارة التموين بصرفها، وإعادة النظر فى تكلفة سعر الرغيف، بعد زيادة أجور العمالة وأسعار السولار، بشكل مبالغ فيه، موضحا أن الغرفة تدرس طرق التصعيد ضد الوزارة، فى حال استمرارها فى الامتناع عن سداد مستحقات المخابز.

وعلى الجانب الآخر، قال مصدر بوزارة التموين والتجارة الداخلية إن د. جودة عبدالخالق وزير التموين، طلب من المسئولين فى الوزارة، سرعة حل أزمة السولار قبل تفاقمها، لتفادى حدوث أزمة فى رغيف الخبز، خاصة أن عبدالخالق الذى أخفق فى إدارة العديد من الأزمات منذ توليه الوزارة، يعتبر أن رغيف العيش هو إنجازه الكبير، حسبما صرح فى عدة مؤتمرات وندوات، وهو ما يعنى أن عودة طوابير الخبز على الشارع المصرى سينسف الإنجاز الوحيد للوزير.