لوفيجارو : ميدان التحرير في مواجهة دوامة العنف

أخبار مصر


ذكرت صحيفة لوفيجارو الفرنسية أنه يبدو أن مصر وقعت من جديد في أزمة بعد أن وقفت حشود من الشباب في مواجهة قوات الأمن الذين لا يعرفون سوى الوحشية.

وقالت الصحيفة أن ليلة واحدة كانت كافية لكي تتحول المناطق المحيطة بميدان التحرير من جديد إلى ساحة قتال. فبعد الاشتباكات التي وقعت بين مشجعي فريقي كرة قدم في بورسعيد والتي أسفرت عن مقتل ما لايقل عن 74 شخصا ، قام الآلاف من المصريين – من بينهم جزء كبير من الأولتراس – بالتظاهر مساء يوم الخميس ضد المجلس العسكري الذي يعتبرونه غير قادر على حماية المواطنين. ومن ثم اندلعت مواجهات عنيفة بين المتظاهرين وقوات الأمن. وأعقبت ذلك موجة من العنف يوم الجمعة ، مما أدى إلى مقتل أربعة نشطاء.

ومساء يوم الخميس ، كانت الساعة الثامنة تقريبا عندما تحولت المظاهرة إلى مواجهات مع قوات الشرطة. وفي ظل صافرات سيارات الإسعاف ، قام آلاف من المتظاهرين بقيادة أولتراس نادي الزمالك الوايت نايتس بمهاجمة وزارة الداخلية.

ومثلما كان الحال في نوفمبر الماضي ، لعب كل شخص دوره ، حيث جاء الأولتراس في الصفوف الأولى يخترقون الظلام باستخدام الليزر ويهتفون بشعاراتهم. ويوضح عمر أحد أعضاء الوايت نايتس أنهم جاءوا بصورة فردية ، فلم تكن هناك أوامر بذلك. بينما كان أولتراس الأهلي أقل عددا ، حيث أكد أحد أعضائها أنهم كانوا يقومون بدفن زملائهم وأن وقت الانتقام سيأتي بعد ذلك.

وبعد فترة هدوء قصيرة ، تم استئناف الاشتباكات بعد ظهر يوم الجمعة ، في الوقت الذي كانت تتوجه فيه مسيرات من بضعة آلاف من الأشخاص إلى ميدان التحرير ، ولكنها كانت مظاهرة أقل من تلك التي تم تنظيمها في الذكرى الأولى للثورة. وقال إبراهيم ، أحد النشطاء : الأولتراس هم من قاموا بالثورة وكانوا الكثر نشاطا.

واليوم ، المجلس العسكري يريد قتل حركتنا وبالأحرى قتل الثوار ، وكان وجه إبراهيم مغطى بمسحوق الخميرة للحد من تأثير الغازات المثيرة.

وبعد أشهر من أعمال العنف المتكررة ، يبدو أن مصر تقع من جديد في أزمة والكثيرون لديهم الشعور بإعادة السيناريو نفسه : حشود من الشباب المصريين مستعدون للقتال ولا يمكن السيطرة عليهم ويتصرفون دون هدف سياسي في مواجهة قوات الأمن التي لا تعرف سوى الوحشية كطريقة لإدارة الأزمات.

ثم تلي ذلك دوامة من العنف التي يبدو أن المجلس العسكري والبرلمان غير قادرين على التعامل معها.

وقال معز الزوجيمي ، باحث في العلوم السياسية في القاهرة : لا أحد في السلطة في مصر الآن. والمجلس الأعلى للقوات المسلحة لا يحكم والبرلمان لا يفرض نفسه. والإخوان المسلمون – أول قوة سياسية – لا يرغبون في الحكم ، لأنهم يعتبرون أنهم غير قادرين على الحكم منفردين في هذا السياق . ومن جانبهم ، يعتبر الثوار أن مأساة بورسعيد – الحدث الذي يظهر من وجهة نظرهم لا مبالاة السلطات – تعطي روحا جديدا لحركة الاحتجاج ، مما أدى إلى حشد الأغلبية الصامتة.