الخرطوم تؤكد فشل مفاوضات أديس أبابا بين السودان ودولة الجنوب
أكدت صحف الخرطوم الصادرة اليوم السبت فشل القمة الرباعية الرئاسية بين السودان ودولة الجنوب وإثيوبيا وكينيا على هامش اجتماع دول الإيجاد بالعاصمة الإثيوبية أمس في التوصل لتقدم في ملف النفط بين الخرطوم وجوبا .
وأشارت الصحف الى أن القمة التي استمرت لأكثر من 4 ساعات ، نجح من خلالها الرؤساء في التوصل لاتفاق إطاري بين دولتي الشمال والجنوب لمدة شهر إلى حين الاتفاق النهائي حول قضية النفط، ، لكن رئيس الجنوب سلفاكير ميارديت بعد موافقته على الاتفاق ، تراجع عن قبوله ورفض التوقيع بعد تلقيه مكالمة هاتفية لم يتم التأكد من مصدرها .
ونقلت عن رئيس الوزراء الإثيوبي مليس زيناوي قوله إن القمة قد طلبت من الطرفين الاستمرار في المباحثات طوال أيام انعقاد قمة الإتحاد الإفريقي والتي تنتهي بعد غد الاثنين .
وأوضح زيناوي أن المحادثات ستستمر على مستوى رؤساء الوفود بين البلدين وإذا استدعى الأمر فسيتدخل كل من البشير وسلفاكير .وقال المتحدث الرسمي باسم الخارجية السودانية السفير العبيد مروح لصحيفة الإنتباهة إن الأفارقة طلبوا التوقيع على الاتفاق المعروض ووافق السودان بعد أن أبدى ملاحظاته ورفضت دولة الجنوب التوقيع ، وأضاف أن النقاش حول المقترحات بين وفدي التفاوض تمت إحالته لقمة منظمة الإيجاد .
وفي هذه الاثناء ، أصدر ثوار الجنوب بيانا هددوا فيه بالوقوف أمام بناء خط الأنابيب المقترح إنشاؤه على ميناء لامو على الساحل الكيني ، وأرسل جيش جنوب السودان وجيش تحرير جنوب السودان تحذيرات مسبقة للشركات التي تدرس المشاركة في بناء الخط للابتعاد عن ولايتي الوحدة وأعالي النيل الجنوبيتين ، وقالوا إنهم لن يسمحوا أبدا ببناء خط أنابيب جديد .
وأوضح الثوار أن قرار الجنوب بإغلاق خط الأنابيب غير ديمقراطي ، ووصفوه بأنه انتحار اقتصادي . وأعلنوا اكتمال ما وصفوه بالترتيبات العسكرية لشن هجوم على الجيش الشعبي ونظام الرئيس سلفا كير ميارديت في الأيام المقبلة ، في وقت حذروا فيه جوبا بشدة من مغبة الاتجاه لبناء خط ناقل للنفط بولايات الوحدة وأعالي النيل وجونجلي .
وأضاف الثوار الجنوبيون - حسب صحيفة الانتباهة - أن جوبا لا تتعامل بعقلانية مع الخرطوم فيما يتعلق بالتعاملات التجارية ، وأوضحوا أنهم لم يستمروا في الهجوم سابقا على حقول النفط لعدم شل الدولة تجاريا ، ولترك الفرصة للمواطنين للاحتفال بأعياد الميلاد .
وأكد هؤلاء أنهم سيبدأون العمليات اعتبارا من اليوم السبت ، وأن على كافة المنظمات سحب موظفيها من المناطق المستهدفة ، وكشفوا عن شراء الرئيس سلفاكير لفيلتين في دولة كينيا قالوا إن الأموال المدفوعة فيهما تسلمها من واشنطن لتغطية فجوة إيقاف تصدير النفط عبر الأراضي السودانية ، وفق حديثهم .
وفي السياق ، وصل إلى مدينة فلوج في أعالي النيل صباح أمس وزير النفط والطاقة الجنوبي استيفن ديو ليتفقد إجراءات وقف ضخ النفط بالحقول في تلك المنطقة .ونقلت صحيفة (الرأي العام) عن الوزير الجنوبي قوله في الموقع إنهم أوقفوا حتى
الآن الانتاج في (50 \%) من الآبار ، فيما قال ممثل شركة بترودار الصينية الماليزية إن كل الآبار العاملة في مربعي 3 و7 سيكتمل وقف انتاجها خلال ثلاثة أو أربعة أيام .