جارديان: من الأفضل ترك تغيير النظام العربي للعرب

عربي ودولي


ذكرت صحيفة الجارديان مقالا اوردت فيه ان يظهر علي الساحة الان اثنان من المسارات السياسية المختلفة للغاية في مصر وسوريا في بداية هذا الأسبوع ، وتقدم في الوقت المناسب التعليقات على شروط الحكم والسياسة في اثنين من البلدان العربية الأكثر أهمية.

فمصر تفتتح برلمانها المنتخب حديثا الذي شغل الإسلاميين من مختلف الاتجاهات نسبة 73 ٪ من الأصوات ، في حين أن سوريا استيقظت على قرار جامعة الدول العربية الذي يسعي إلى إزالة الرئيس الأسد ، وتشكيل حكومة وحدة وطنية للاشراف على انتخابات جديدة للبرلمان والرئاسة.

فالتناقضات الحادة بين الأحداث في مصر وسوريا تقديم النهاية المناسبة للجيلين الأخيرين من الحياة السياسية في العالم العربي. ويمكن أيضا مقارنة هاتين الحالتين مع -- العراق -- حيث أطيح بحكومة استبدادية غير مقبولة على حد سواء بقيادة حزب البعث من قبل الغزو الأنجلو عسكري بقيادة الولايات المتحدة في عام 2003 ، وترك البلد اليوم في حالة محزنة من التوتر والعنف.

و سيقدم المؤرخون مناقشة طويلة للعوامل الحاسمة الأربعة التي نري اثرها في هذه البلدان : السلطة وحدود العصيان المدني المحلي ، ودور الجيوش الأجنبية ، وتأثير عمل جامعة الدول العربية ، وطبيعة وعواقب السياسة الإسلامية التي يبدو أنها لا محالة تهيمن في الدول العربية المحررة والديمقراطية.

و يقول الكاتب انه من الإنصاف ، في اعتقاده ، القول أن اثنين من بين هذه المسائل الأربع واضحة : الغزوات الأجنبية لإعادة ترتيب البلدان العربية ليست فكرة جيدة لأنها تخلق حالة من الفوضى أكثر دواما من تغيير منظم (العراق) ، وكتلة المعارضة المحلية للإطاحة بنظام وحشي وغير كفء واستبدالها مع القيادة الشرعية المنتخبة أكثر هو الطريق المفضل لتغيير النظام (تونس ومصر).

و يضيف الكاتب ان الدرس الرئيسي الذي يمكن ان يوجه في الوقت الراهن هو أن تقرير المصير والتحولات الديمقراطية التي تحققت من خلال ثورة شعبية مشروعة من المرجح أن تؤدي إلى استقرار نظم الحكم ، في حين أن الاضطرابات والتغيرات الناتجة عن غزو الجيوش الأجنبية أو الانقلابات المهندسة لن يؤدي سوى الى استمرار حالة عدم الاستقرار ، لأنها تفتقر إلى العناصر الشرعية والمساءلة الحاسمة .