سيف اليزل : مؤامرات لتقسيم المنطقة.. ولا علاقة لثورات الربيع العربي بها

أخبار مصر


أكد اللواء سامح سيف اليزل الخبير الإستراتيجي أن فكرة الشرق الأوسط الكبير والجديد تعتمد على تقسيم المنطقة العربية إلى دويلات صغيرة خشية من وحدتها الاقتصادية والسياسية

، فيما نفى الناشط أحمد بهاء الدين أية علاقة لهذا المشروع الأمريكي الغربي بثورات الربيع العربي.

وقال سيف اليزل - خلال ندوة عقدت بسراي الاستثمار ضمن فعاليات معرض القاهرة الدولي للكتاب لمناقشة كتاب (حرب اللاعنف وعلاقتها بالفوضى الخلاقة) للدكتور عبدالقادر الهواري - إن الكتاب يحمل قراءة جيدة لواقع الشرق الأوسط ، مشيرا إلى أن فكرة التقسيم جاءت لمراكز الأبحاث الأمريكية بعد تقسيم الاتحاد السوفيتي القديم وتفتيته إلى دويلات.

وأضاف أن أية وحدة عربية على غرار الاتحاد الأوروبي تتبنى اقتصادا عربيا قويا وشراكة في استغلال الثورات ستشكل تهديدا للمصالح الأمريكية الأوروبية، ولذا يرغب الغرب في تقسيم العالم العربي وتفتيته.

وتابع إن هذا الأمر بدأ بالفعل ولم يعد خطة نظرية ، فقد تم تقسيم دولة فلسطين الوليدة إلى قطاع غزة ورام الله والسودان إلى شمال وجنوب ، محذرا من أي أن هذه الخطة قد تكون واردة التطبيق في ليبيا مع وجود مليشيات مسلحة وفصائل وأفكار أيديولوجية مختلفة.

وأوضح أن ليبيا تعرضت تاريخيا للتقسيم عبر الاستعمار الإيطالي لكننا نخشى حاليا في ظل نظرية الشرق الأوسط الكبير أن تقسم إلى دولتين عاصمة الأولى بني غازي شرقا والثانية طرابلس غربا.

وأشار إلى أن ما يجر في اليمن حاليا هو مطالبات بالتقسيم وقد يكون أمرا واقعا، لكنه أوضح أن هذا الأمر يؤثر بشدة على مصر نتيجة لوجود حدود البحر الأحمر وقناة السويس، وأكد أن مصر لا ترغب في تقسيم أية دولة عربية.

كما رشح سوريا للسيناريو نفسه ، مشيرا إلى أن هناك محللين يرون أن الصراع الذي يتم حاليا على أرض سوريا قد ينتهي بدولتين دولة علوية في الغرب وأخرى في الشرق.

وقال إن هناك فوضى خلاقة وتقسيم يعاني منه العراق من تناحر طوائفه ، لافتا إلى وجود دولة كردستان التي تحمل علما مختلفا ولها حكومة والكثير من الدول تفتح قنصليات لديها.

وخلص سيف اليزل إلى أن الصورة ليست قاتمة لأن لدينا هدف علينا أن نقوم به بوضوح وهو توحيد الشعوب داخليا ، وعلينا تبني أن الوحدة الوطنية للشعوب يجب أن يسود شعار المرحلة القادمة لمقاومة مخططات التقسيم.

ومن جانبه ، أكد أحمد بهاء الدين شعبان، أن كتاب (حرب اللاعنف وعلاقتها بالفوضى الخلاقة) للدكتور عبدالقادر الهواري والصادر عن المجلس الأعلى للثقافة يحوي مناطق مهمة في التجربة الثورية المصرية، وقال إن الحرب هي صراع إرادات بين الأطراف وهو موجودة باستمرار.

وقال إن اللاعنف هو أسلوب من أهم أساليب التغيير السلمي ويستخدم حينما يواجه المحتج سلطة أكبر منه ، مشيرا إلى أن الشعب المصري من أقدم الشعوب التي استخدمت النضال السلمي ، ومدللا على ذلك بثورة 1919 حينما ظهرت الدعوات بمقاطعة بضائع الاحتلال البريطاني وأعقبها حركة سلمية في الهند قادها المهاتما غاندي مستفيدة من التجربة المصرية.

وأكد أن الفلسفة وراء فكرة السلمية هو حفز الطاقة الإيجابية للمجتمع ككل أمام عنف السلطة ، وقال إن هناك خلطا بين المصالح الأمريكية في الشرق الأوسط الجديد وما حدث في الربيع العربي لكن هذا غير صحيح فنحن في مصر حاربنا نظاما مستبدا لمدة 30 عاما .

ودلل شعبان على ذلك بأن حركة كفاية صنفتها الولايات المتحدة الأمريكية على أنها حركة معادية لإسرائيل والمصالح الأمريكية ، وعندما اتهمها الرئيس السابق حسني مبارك بالعمالة للخارج هددناه وطالبناه بالاعتذار علنا وإلا تصعيد الاحتجاج مما أجبره على الاعتذار وقال إنه يقدرها رغم معارضته لها.

وأضاف إن المشكلة الأساسية في توالي سقوط الأنظمة بالمنطقة هو تشابه الظروف التي جاءت بها عبر انقلابات أو غيرها وتشابه نفاد صبر الشعوب عليها، موضحا أن أمريكا وجدت مصالحها مع الأنظمة الاستبدادية وثورات الربيع العربي أضرت ضررا كبيرا بمصالح واشنطن ولذا تتعرض للتشويه.

واعتبر أن الأنظمة الجديدة التي نشأت عقب الثورات قدمت الضمانات لأمريكا وإسرائيل بألا تضر مصالحها.

ودعا بهاء الدين شعبان الثوار إلى انتهاج النهج السلمي في التظاهر وعدم الانجرار لأي استفزاز للعنف، فالسلمية أصبحت ضرورة قصوى في تلك المرحلة.