قائد الجيش الباكستاني: انتقادات رئيس الحكومة مثيرة للانقسام
أسلام أباد (رويترز) - قال مصدر عسكري رفيع لرويترز يوم السبت إن قائد الجيش الباكستاني غاضب من رئيس الوزراء بسبب تصريحات انتقد فيها الجيش وأن هذه التصريحات يتعين اما أن يتم توضيحها أو سحبها.
وابلغ المصدر رويترز قائد الجيش اشتكى للرئيس من تصريحات رئيس الحكومة وقال انها اما ان توضح أو تسحب.
وأضاف المصدر قال (رئيس أركان الجيش الجنرال أشفق كياني) مثل هذه التصريحات مثيرة للانقسام وتجعل البلاد أكثر عرضة للخطر.
وأثار ذلك التوتر مخاوف بشأن الاستقرار في الدولة النووية وكشف الصراع بين الحكومة والجيش الذي أطاح بثلاث حكومات مدنية في انقلابات منذ استقلال باكستان في عام 1947 وحكم البلاد لفترة تمتد لاكثر من نصف تاريخها.
ولا يوجد بعد ما يشير الى التفكير بجدية في القيام بانقلاب عسكري لكن الامر يشير الى الحسابات السياسية المتغيرة في باكستان منذ تولي المدنيين السلطة في عام 2008 .
وكان رئيس الوزراء يوسف رضا جيلاني انتقد الاسبوع الماضي رئيس أركان الجيش الجنرال أشفق كياني واللفتنانت جنرال أحمد شجاع باشا المدير العام لاجهزة المخابرات الباكستانية لتقديمهما أوراقا في دعوى قضائية تتعلق بمذكرة غامضة أثارت التوتر بين الجيش والحكومة المدنية.
وقال جيلاني في مقابلة مع وسائل اعلام صينية ان الاوراق المقدمة غير دستورية مما اثار غضب القيادة العليا للجيش التي أصدرت بيانا صحفيا حاد اللهجة.
وقال البيان لا يمكن أن يكون هناك اتهام أكثر خطورة مما أثاره فخامة رئيس الوزراء.
هذا له اثار خطيرة جدا من المحتمل أن يكون له عواقب خطيرة على البلاد.
وأثار جيلاني غضب الجيش مرة أخرى يوم الاربعاء عندما أقال اللفتنانت جنرال متقاعد نعيم خالد لودهي وكيل وزارة الدفاع بسبب سوء سلوك صارخ وتصرف غير قانوني أحدث سوء تفاهم بين المؤسستين.
ولودهي كان أعلى شخصية في الحكومة المدنية مسؤول عن شؤون الجيش وهو منصب ينظر لمن يشغله عادة على أنه المدافع الرئيسي عن الجيش في الحكومة المدنية.
وقال نجم سيتي رئيس تحرير صحيفة فرايدي تايمز الجيش لن يتنازل قيد أنملة مضيفا التصريحات التصالحية شيء شكلي... الجيش لن يفعل أي شيء بشكل مباشر بل سينتظر حتى تحدد المحكمة العليا القواعد.
وقال المصدر ان مجلس كبار قادة الجيش كان أكثر غضبا من كياني.
وأضاف هناك الكثير من الضغوط من قبل قادة الاسلحة الرئيسية على قائد الجيش فيما يتعلق بتصريحات رئيس الوزراء.
وكان الجيش الذي يحدد السياسات الخارجية والامنية لباكستان موضع انتقاد نادر من الشعب بعد أن قتلت قوات خاصة أمريكية أسامة بن لادن زعيم القاعدة على الاراضي الباكستانية في غارة في مايو أيار الماضي في تحرك اعتبره كثير من الباكستانيين انتهاكا للسيادة.
واحتشد الباكستانيون وراء الجيش بعد هجوم جوي عبر الحدود شنته في 26 نوفمبر تشرين الثاني الماضي قوات حلف شمال الاطلسي قتل فيه 24 جنديا باكستانيا على الحدود مع باكستان ودفع العلاقات مع واشنطن الى أدنى مستوياتها منذ سنوات.
وأثار غضب الجيش قلق الحكومة المدنية في حين واصل كل من جيلاني والرئيس اصف علي زرداري لهجتهما التصالحية يوم السبت.
وقال جيلاني في اجتماع للجنة الدفاع في الحكومة الباكستانية حضره أيضا كياني حكومتنا وبرلماننا وقبل كل شيء شعبنا يقفون بشكل كامل وراء قواتنا المسلحة الباسلة وأفراد الامن.
وأضاف سياسة حكومتي هي السماح لجميع مؤسسات الدولة وتمكينها من أن تلعب دورا كل في مجاله.
واجتمع زرداري وكياني في وقت سابق يوم السبت في محاولة لتخفيف التوتر بين الحكومة والجيش.
وقال متحدث باسم الرئاسة دون اسهاب جرى بحث الوضع الامني الراهن.
وينشغل الساسة والمعلقون في وسائل الاعلام الباكستانية بشائعات عن انقلاب محتمل منذ الجدل الذي ثار بشأن مذكرة غامضة في أكتوبر تشرين الاول.
وأدت المذكرة المثيرة للجدل التي يزعم أنها صادرة عن حكومة زرداري وتطلب مساعدة الولايات المتحدة في كبح نفوذ الجنرالات الى تفاقم العلاقات بين القيادة المدنية والجيش وتراجعها الى أدنى مستوى منذ انقلاب عام 1999 .
واثارت احدث أزمة قلق واشنطن التي تريد أن تكون العلاقات بين الزعماء المدنيين وقادة الجيش علاقات جيدة كي تتمكن باكستان من المساهمة في تحقيق الاستقرار في أفغانستان المجاورة والتي تأتي في مقدمة أولويات الرئيس الامريكي باراك أوباما.
ونفى مكتب جيلاني تقريرا يوم الجمعة أشار الى أن رئيس الوزراء اتصل الاسبوع الماضي بالسفير البريطاني في اسلام اباد معبرا عن مخاوف من أن الجيش على وشك أن يقوم بانقلاب ويطلب من لندن دعم الحكومة.
ونفى أيضا مسؤول بالسفارة البريطانية التقرير.