لغز مبادرة «مصرنا» التى اختلف عليها الثوار

أخبار مصر


شيماء جلال - شيماء صالح

قبل أسبوعين أعلن مجموعة من النشطاء إطلاق مبادرة «مصرنا» وكانت أسماء أصحابها كافية لتسليط الضوء عليها.. فبينهم وائل غنيم مؤسس صفحة «كلنا خالد سعيد» التى دعت ليوم الغضب فى 25 يناير الماضي، والدكتور معتز بالله عبد الفتاح المستشار السياسى لرئيس الحكومة السابق الدكتور عصام شرف، بالإضافة الى عدد كبير من شباب التيارات المختلفة، تهدف المبادرة إلى جمع أكبر عدد من المشاركين الفاعلين فى المجتمع المصرى تحت مظلة وطنية تمثّل الأهداف الأصيلة لثورة 25 يناير، والمساهمة فى تقديم نخبة مصرية شبابية تكون قادرة على تحقيق النهضة الشاملة والعمل على صناعة روح توافق حقيقية بين مختلف التيارات الفكرية والسياسية، والضغط على صانعى القرار لتحقيق أهداف الثورة.

أول مشروع لحملة مصرنا كان يحمل اسم «احم ثورتك» وتم طرحه على موقع الحملة مع تأكيد على أن الثورة ليست ملكا لاحد سوى شعب مصر، فى المقابل أثارت الحملة ردود فعل بعضها ساخر على طريقة الناشط الحقوقى مالك عدلى الذى كتب على حسابه الشخصى بموقع التواصل تويتر «مصر الشهداء أولا وبعدين مصرنا وبعد كده مصرهم هم ولو المبادرة فشلت احنا نعمل مبادرة حبنا وننظم وقفة احتجاجية قدام سجن طرة للتضامن مع زكريا وصفوت وسرور، بينما تساءل عمر عزت احد شباب الثورة على حسابه الشخصى فى تويتر قائلا: «بس ممكن شباب مصرنا يوضحوا لنا اكثر شوية حاجة عن الموضوع غير انها حاجة تنفع تلم كل المصريين»، وكتب إبراهيم الجوهرى: «ردا على تشكيل وائل غنيم ورفقاء حركة مصرنا انباء عن تشكيل سبايدر وعكاشة والشيخة ماجدة لحركة «لا مصرنا احنا».

وبعيدا عن الفضاء الإلكترونى لم يختلف حال نشطاء الساحة السياسية فى مواقفهم من المبادرة، عصام شعبان عضو الحزب المصرى الشيوعى قال إنه لم يفهم المبادرة لأن ما ذكر على موقعها كلام مرسل وغير واضح وعلى القائمين على المبادرة توضيحها بشكل أكثر فاعلية لتتضمن اهدافا واضحة والخطوات التى تتبعها، لأن أى مبادرة غير واضحة المعالم لجمع الناس تصبح محاولة لتضليلهم.

بينما أكد شريف الروبى عضو حركة 6 أبريل أنه لم يصل إلى علمه أى مبادرات من هذا النوع وليس لديه أى معلومات حول ماهية المبادرة وفاعليتها، وأضاف أن هناك تحفظًا على شخصية وائل غنيم ومعتز عبد الفتاح، فالأول بعيد عن الثورة واحداثها فى ميادين التحرير والثانى كان مستشارا سياسيا للحكومة السابقة التى لم تنصف الثورة.

بينما قال شادى العدل الناشط السياسى إن مبادرة «مصرنا» غير حميدة، حيث إنها تحمل نية اجهاض يوم 25 يناير القادم، وأضاف.. كون أحد المؤسسين للمبادرة هو وائل غنيم الذى هو صنيعة اعلام أمن الدولة، والمبادرة تهدف فى الاساس لاجهاض الحالة الثورية، كما يرى العدل أن وقت التوحد انتهي، وكل مبادرات لم الشمل ستفشل بسبب سيطرة الإسلاميين على البرلمان الذى يجعلهم غير مهتمين بالتوحد، واليسار منشغل بمحاولة تصدير نفسه مرة أخرى للشارع بترميز شخصيات ينتمون له، أما اليبراليون فيدافعون عن محاولات تشويه السمعة التى يشنها المجلس العسكرى ضدهم.

ويقول كريم عبد الراضى مدير وحدة البحث بالشبكة العربية لمعلومات حقوق الانسان إن المبادرة تهدف لجمع المواطنين دون أن توضح بشكل كاف ما هو التوافق الذى ترغب فى جمع المواطنين عليه،ويقول اصحابها أنها تسلك طريقا للضغط على السلطة بدون طريق الميدان لتحقيق اهداف الثورة وهى بذلك تختزل مكاسب الثورة التى يجب أن يتم اجبار كل من يتولى السلطة على تحقيق اهدافها، وكان من الاولى أن تطالب باسقاط حكم العسكر أو تسليم السلطة فى اقرب وقت ممكن وتدعو المواطنين للنزول إلى الميدان يوم 25 يناير القادم للمحافظة على سلطة الميادين كلاعب رئيسى فى مرحلة التحول الديمقراطى التى تعيشها مصر بدلا من محاولة تفريغ طاقه المواطنين الثورية فيما سمته بالضغط على السلطات، ويعتقد عبد الراضى أن المبادرة ما هى إلا حركة شبابية جديدة تضاف لقائمة الحركات التى ظهرت بعد الثورة ولن تساهم فى صنع التوافق.. بل على العكس تزيد حدة الخلاف والانقسام.

نورهان حفظى عضوة المكتب السياسى لحركة شباب من اجل العدالة والحرية انضمت إلى اصحاب الرأى القائل بأن المبادرة غير واضحة المعالم وإن كانت اكدت تحفظها على شخصية وائل غنيم واكدت أنه عديم الخبرة السياسية، بالاضافة إلى أن كل مواقفه عن الثورة فى تضارب مستمر وغير ثابت على خط واحد.. حتى أنه لم يعلن رفضه لحكم العسكر، لكنها تؤكد أنها مع أى مبادرة تناسب الخط الثورى وتطالب بانهاء حكم العسكر وتطالب بحكومة ائتلاف وطنى بغض النظر عن اصحابها.

أحمد أبو المجد الناشط الحقوقى اعترض على وجود تجمع على اساس سياسي، مشيرا إلى أنه لا يمكن أن يتجمع مواطنون بهدف التجمع دون وجود هدف استراتيجي، لافتا إلى أن توحد مجموعات مختلفة سياسية دائما ما يؤدى إلى جيوب وتحزبات وشلل يقضى على الكيان الأصلي، وقال ابو المجد: حتى الآن لم نعرف على ماذا تتوحد المبادرة.. وعلى أى هدف، إلا إذا كان هناك تجمع على قضايا اجتماعية لا خلاف عليها مثل: اطفال الشوارع أو البطالة أو حقوق الإنسان، لكن التجمع على اساس سياسى يفرق.

أحمد عزت محام اشتراكى قال إن المبادرة سيئة للغاية وأنها اصلاحية.. لا تنفع وقت الثورات ومصر فى حاجة إلى مبادرات ثورية ذات سقف عال مع الاطاحة بحكم العسكر واستيلاء الجماهير على السلطة من خلال تنظيماتهم ونقابتهم، ويعترض على فكرة التوحد فى الوقت الحالى ويقول إن الاختلاف هو ما سيفرز من مع الثورة ومن ضدها