الديلي تليجراف: انفجار يودي بحياة 25 شخص وسط العديد من الانشقاقات

عربي ودولي


لقي 25 شخص مصرعهم وأصيب آخرين بعد أن فجر انتحاري نفسه في وسط دمشق يوم الجمعة في ثاني هجوم من نوعه على العاصمة السورية في أسبوعين.

وذكر التليفزيون الحكومي أن القنبلة انفجرت وسط مجموعة من إشارات المرور في حي الميدان التاريخي، إلى الجنوب من مدينة دمشق القديمة.

أشارت لقطات فديو إلى أن حافلة للشرطة تحملت وطأة هذا الانفجار، حيث كانت مقاعدها غارقة في الدماء، ومغطاة بشظايا الزجاج.

كما أوضحت المحطة التلفزيونية أن غالبية الخسائر كانت من المدنين. وقالت بأن الهجوم وقع قرب مدرسة في حي مكتظ بالسكان يقطنه أناس من الطبقة الوسطى. وأضاف بقوله أن هناك 46 آخرين أصيبوا في هذا الهجوم.

لاتوجد تقارير رسمية مؤكدة عن عدد القتلى. وأسرع النظام في إلقاء اللوم على الإرهابيين الذين كانوا في طليعة الثورة التي انطلقت في مارس الماضي، ضد نظام بشار الأسد.

يأتي هذا الانفجار بعد أسبوعين بالضبط من انفجار سيارتين مفخختين كان يقودهما الانتحاريين وانفجرت أمام مباني المخابرات الحكومية في دمشق في 23 ديسمبر من العام المنصرم مما أسفر عن مقتل 44 شخص.

انفجار يوم الجمعة مثل سابقته يتزامن مع الاحتجاجات الحاشدة التي تنادي بإسقاط الأسد. قال مسئولوا المعارضة أن هذا الانفجار مخطط له من قبل الحكومة لصرف الأنظار عن المظاهرات.

انطلقت المظاهرات بعد صلاة الجمعة وسط إقبال كبير من المتظاهرين. وقال المنظمون أنهم كانوا متوقعين نزول مئات الألاف للشوارع.

شهد الهجوم الذي حدث في ديسمبر تبادل الأتهامات بين المعارضة والحكومة حيث حمل كل منهما مسئولية ما حدث. فضلا عن أن الحكومة أدعت بأن كلا الانفجارين نفذنه القاعدة التي أخترقت صفوف المعارضة.

ولكن المعاضة على هذه الأدعاءات بقولها أن الهجومين كانوا من فعل الحكومة نفسها، وأمروا كجزء من المؤامرة بتشويه حركة المعارضين وحشد الدولة وراء الأسد.

يأتي انفجار الجمعة حيث تكمل بعثة المراقبين المفوضة من الجامعة العربية مهامها لمراقبة ألتزام النظام بخطة السلام الأقليمي الرامية إلى نبذ العنف الذي أودى بحياة 5000 شخص خلال 10 شهور الماضية طبقا لتقديرات الأمم المتحدة.

هناك معلومات غير مؤكدة تفيد بأن مجموعة من المراقبين تعرضوا صباح يوم الجمعة لإطلاق نار من قبل مسلحين موالين للنظام لأنهم دخلوا منطقة حي الأربعين بدمشق، الذي يشهد إضطرابات.

دفعت ضغوط متزايدة على الجامعة العربية لسحب بعثتها وسط ادعاءات بأن المراقبين فشلوا في إنهاء العنف وإعطاء غطاء دبلوماسي للأسد لمواصلة قتل المدنين.

وسط هذه المذابح، انشق أحد جنرالات الأسد عنه وانضم إلى الجيش السوري الحر وكان هذا الأمر من شأنه أعطاء دفعة كبيرة للمعارضين.

وكانت قناة الجزيرة قد كشفت عن اسم هذا الضابط الذي يدعى مصطفى أحمد الشيخ وكان من كبار الضباط الذين تركوا مناصبهم كما دعى الشيخ ضباط آخرين بالأنضمام إليهم.

تدور استراتيجية المعارضة الرئيسية حول إسقاط الأسد على إقناع شريحة كبيرة من قواته المسلحة بالأنشقاق عنه وبالتالي إسقاط واحدة من أهم ركائز النظام الذي تدعمه.