معارضة سورية: العنف سيزيد اذا فشل المراقبون في ابراز قتل المحتجين
دبي (رويترز) - قالت زعيمة للمعارضة السورية يوم الجمعة ان المزيد من السوريين ربما يختارون استخدام القوة ضد الرئيس بشار الاسد اذا فشلت بعثة المراقبين التابعة للجامعة العربية في تسليط الضوء على ما وصفته بالقتل الجماعي للمحتجين.
وبدأ مراقبون عرب مهمة هذا الاسبوع للتحقق من امتثال سوريا لاتفاق وقعته مع الجامعة العربية لانهاء الحملة الامنية العنيفة التي تشنها منذ تسعة اشهر ضد الاحتجاجات.
وقالت بسمة قضماني العضو البارز في المجلس الوطني السوري وهو جماعة المعارضة الرئيسية في تصريح لرويترز ان المعارضة تخشى ألا يرى المراقبون حقيقة ما يحدث على ارض الواقع ومن أن تقريرهم ربما يكون ضعيفا.
وأضافت أن حكومة الاسد لم تسمح للمراقبين بالحركة بحرية او التواصل مع شهود عيان مستقلين بشأن القمع.
وقال نشطاء معارضون ان 12 شخصا قتلوا في مدن سورية يوم الجمعة. وقال بعض النشطاء ان اراقة الدماء تزايدت منذ وصول المراقبين العرب.
وقالت بسمة قضماني في مقابلة أجريت معها في دبي ان الخطر يكمن في أن يصور المراقبون الازمة في سوريا على انها صراع بين جماعتين مسلحتين وهو ما من شأنه ان يثني الجامعة العربية عن احالة القضية السورية الى مجلس الامن التابع للامم المتحدة.
واضافت ان فقدان الثقة في الدول العربية والعالم الخارجي سيزيد الاحباط ويقوي صوت من يدعون الى تحويل الازمة الى صراع مسلح.
وتابعت تقول ان البعض سيقولون ان السبيل الوحيد لمواجهة مثل هذه القوة هو الرد بالقوة مشيرة الى أن هذا التوجه قوي لان الناس يدفعون ثمنا باهظا لمواصلة المقاومة سلميا.
وتقول الامم المتحدة ان اكثر من 5000 شخص قتلوا في سوريا منذ مارس اذار كثيرون منهم خلال احتجاجات سلمية لكن تمردا مسلحا يقوده جنود منشقون عن الجيش يتصاعد.
وتقول السلطات ان 2000 من قوات الجيش والشرطة قتلوا على ايدي جماعات اسلامية متشددة وجماعات ارهابية مسلحة تدعمها قوى خارجية.
وقالت بسمة ان زعماء المعارضة يخشون من أن التحول الى المعارضة العنيفة من شأنه ان يضعف ما وصفته بالتأييد الدولي القوي للحركة السلمية السورية المطالبة بالديمقراطية ويترك الشعب وحده في مواجهة النظام في وقت يحتاج فيه بشدة الى الدعم الدولي.
ووافق الاسد في نوفمبر تشرين الثاني على خطة الجامعة العربية التي تضمنت سحب القوات والدبابات من الشوارع واطلاق سراح السجناء السياسيين وبدء حوار مع المعارضة لكنه ماطل لاسابيع قبل ان يسمح لبعثة المراقبين بدخول سوريا.
وتزايدت شكوك الغرب بشأن بعثة المراقبين العربية بعد تعليق مبدئي أدلى به رئيسها السوداني قال فيه ان الوضع في مدينة حمص التي تشهد احتجاجات مطمئن وهو حكم قبلته روسيا يوم الجمعة.
وقالت بسمة ان المعارضة السورية رحبت ببعثة مراقبي الجامعة العربية باعتبارها الفرصة الاولى ليرى الخارج حقيقة ما يحدث لكنها تسلم في الوقت نفسه بأن الجامعة العربية لا تملك قوة ردع لحماية المدنيين اذا دعت الحاجة لذلك.
وأضافت أنه حتى اذا وجدت الارادة السياسية فان الاجراءات الالزامية غير متوفرة على المستوى الاقليمي.
ومضت تقول ان المعارضة السورية ربما تطلب التدخل الدولي ما لم يتوقف قتل المدنيين.
وحتى الان لم يظهر الغرب رغبة في تكرار النموذج الليبي الذي ساعد الثوار في الاطاحة بمعمر القذافي في سوريا كما أبدت روسيا والصين معارضة قوية لهذه الفكرة.
وقالت بسمة انه يجب على جهة ما ان تتدخل لاتخاذ الخطوات اللازمة لحماية المدنيين وان مجلس الامن هو الجهة الوحيدة التي تملك الوسائل الضرورية لاجبار نظام ما على تنفيذ شيء.