حقوقيون: الشرطة عادت للعمل بطاقتها القصوى فى التعذيب داخل الأقسام

أخبار مصر


عندما خرج المتظاهرون فى 25 يناير الماضي، للمطالبة بالعيش والحرية والكرامة الإنسانية، لم تكن دماء الشهيد خالد سعيد قد جفت بعد، لذلك رفعوا صورته للمطالبة بالقصاص له، وإنهاء مسلسل التعذيب فى السجون وأقسام الشرطة، لكن بعد مرور عام كامل على انطلاق الثورة المصرية ضد العنف الأمنى والتعذيب، خرجت المنظمات الحقوقية لتؤكد أن شيئا لم يتغير، فحفلات التعذيب داخل الأقسام مازالت مستمرة.

يقول محمد زارع مدير المنظمة العربية للإصلاح الجنائي، إن «وضع أقسام الشرطة والسجون بعد مرور عام على الثورة، مازال غير مستقر، خاصة أن قوات الشرطة مصرة على عدم القيام بدورها، فهى لا تتحرك فى الوقت المناسب، وعند حدوث أى مشاجرات، فإنها تنتظر حتى تنتهى، قبل أن تتدخل، وكأن لسان حالها يقول: سيبهم يخلصوا على بعض»، مضيفا أن الشرطة تعتمد على الشكاوى والبلاغات التى تصل إليها، دون أن تسعى إلى العمل الجاد لضبط الجرائم والمجرمين.

ويؤكد زارع أن الشرطة مازالت تبتعد عن الاحتكاك بالمواطنين، وهو ما يعطى الفرصة الأكبر للبلطجية والعصابات المنظمة، للتمادى فى جرائمها باستخدام الأسلحة المهربة من الخارج، حيث أصبح البلطجية أكثر جرأة على الشرطة، وأشار زارع إلى استمرار التعذيب فى السجون وأقسام الشرطة، لافتا إلى أول حالة وفاة فى قضية تعذيب بعد ثورة 25 يناير، والتى وقعت فى قسم بولاق الدكرور، وراح ضحيتها رمزى صلاح الدين، بعد أن دخل مستشفى بولاق الدكرور العام فى 23 مايو الماضي، بتذكرة رقم 247039، ورغم أن الوفاة كانت نتيجة الإصابة بكسر فى الحوض، إلا أن المستشفى أصدر تقريرا برقم مبدئى 25339، يؤكد أن سبب الوفاة هو هبوط حاد فى الدورة الدموية، بعد إخفاء الأشعة وتقارير الأطباء، وهو ما دفع عائلة الضحية إلى تقديم بلاغ بالواقعة إلى النائب العام، ولم يتم البت فيه حتى الآن، رغم مرور 7 أشهر عليه.

ويؤكد هيثم محمدين المحامى بمركز النديم لتأهيل ضحايا التعذيب، أن معدلات التعذيب من جانب قوات الشرطة، زادت فى أعقاب الثورة، تحت عباءة مكافحة البلطجة، مثلما حدث فى قسم أول مدينة نصر، الذى شهد وفاة الطالب سامر محمد، 23 سنة، بطلق نارى فى الجانب الأيسر من الصدر، على يد النقيب أحمد الكيلاني، معاون مباحث القسم، وهى القضية التى تم تقييدها برقم 25171 لسنة 2011 إدارى مدنية نصر، حيث جاء التقرير الطبى المبدئى الصادر عن مستشفى عين شمس التخصصي، ليؤكد أن الوفاة نتيجة عيار نارى مفرد بالجانب الأيسر من الصدر، متسببا فى نزيف شديد، أدى إلى هبوط حاد فى القلب والتنفس