لاعتقال قادة الاحتلال.. ضغوط على المحكمة الجنائية الدولية

تقارير وحوارات

قطاع غزة
قطاع غزة

 


تقدمت حكومتا ليبيا والجزائر بطلب رسمي إلى المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية، السيد كريم خان، يطالبانه فيه باتخاذ إجراءات فورية وحاسمة ضد القادة الإسرائيليين، وذلك على خلفية الأحداث الأخيرة في قطاع غزة.

وتأتي هذه الخطوة في سياق تصاعد التوترات والاشتباكات في المنطقة، حيث اتهمت الحكومتان الإسرائيل بارتكاب جرائم حرب وانتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان، بما في ذلك قتل آلاف الفلسطينيين الأبرياء، بما في ذلك النساء والأطفال.

ويشير الطلب إلى الضرورة الملحة لاتخاذ إجراءات قانونية دولية لوقف هذه الانتهاكات وتحقيق العدالة، وضمان عدم تكرار مثل هذه الأحداث في المستقبل.

فوفقًا لتقرير من وكالة أسوشيتد برس، أطلق مندوب ليبيا الدائم لدى الأمم المتحدة، طاهر السني، نداءً لتوجيه جهود المحكمة الجنائية الدولية نحو التحقيق في القضايا المتعلقة بغزة، مشيرًا إلى تعقيدات القضايا الليبية التي قد تطول حتى نهاية عام 2025.

وفي هذا السياق، أدان السني بشدة القوات الإسرائيلية، متهمًا إياها بارتكاب جرائم إبادة جماعية وجرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية في غزة.

من جانبه، أعرب نسيم قاواوي، نائب مندوب الجزائر لدى الأمم المتحدة، عن أمله في أن تتبنى المحكمة الجنائية "نهجًا جديًا" في التحقيقات المتعلقة بالفلسطينيين، مشددًا على أهمية استقلالية المحكمة وعدالتها في معالجة القضايا.

وفي سياق متصل، اعتبر مندوب روسيا الدائم لدى الأمم المتحدة، فاسيلي نيبينزيا، المحكمة "دمية" يسيطر عليها الغرب، مشيرًا إلى عدم تحقيقها أي تقدم منذ بدء تحقيقاتها بشأن الوضع في الأراضي الفلسطينية عام 2015.

وفي رده على هذه الانتقادات، أكد المدعي العام للمحكمة، كريم خان، أنه لن يتأثر بأي تهديدات، مؤكدًا على أن المحكمة تسعى جاهدة لأن تكون صامتة أمام الضجيج وتطبق القانون بنزاهة واستقلالية.

وأضاف خان أن الوقت قد حان للسماح للقانون بالتنفس، سواء في معالجة الأزمات العالمية مثل أوكرانيا وغزة أو ليبيا أو قضايا الروهينغيا في ميانمار.

يُذكر أن وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين في الشرق الأدنى (أونروا) أعلنت، يوم الثلاثاء، أن ما يقارب من 450 ألف شخص فروا من رفح خلال الأسبوع الماضي، فيما أكد الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، على عدم وجود مكان آمن في غزة.

من ناحية أخرى، دعا الاتحاد الأوروبي، يوم الأربعاء، إسرائيل إلى إنهاء فورية لعمليتها العسكرية في رفح بجنوب قطاع غزة.

وأكد في بيان صادر عن منسق السياسة الخارجية في التكتل، جوزيب بوريل، أن عدم الامتثال لهذا النداء قد يؤدي إلى تدهور العلاقات بين الاتحاد وإسرائيل.

وشدد البيان على أن استمرار العمليات العسكرية سيضع ضغطًا كبيرًا على العلاقات بين الجانبين.

وفي إطار زيارته لولاية كاليفورنيا، أدلى بوريل بانتقادات حادة للحرب الإسرائيلية على غزة، معتبرًا أن السكان الفلسطينيين يعانون من الجوع والمعاناة بشكل لا يمكن تصوره، ووصف الأوضاع بأنها "كارثة إنسانية".

وألقى كلمة في جامعة ستانفورد، حيث أشار إلى إرهاق الولايات المتحدة في مواصلة جهود السلام، وأعرب عن جهود الاتحاد الأوروبي مع الدول العربية لتحقيق حل دائم يقوم على فكرة الدولتين.