عصام زكريا لـ "الفجر": مهرجان القاهرة السينمائي أكبر من منافسة مهرجانات وليدة واسمه يكفي لإغراء صناع الأفلام

الفجر الفني

عصام زكريا
عصام زكريا

التنظيم هو عماد أى مهرجان ونحاول حل الأزمة المالية

 

لا أخطط لهدم ما سبق ولا يوجد لدى شلة فالجميع زملاء وأصدقاء

 

هناك تفاهم بيني وبين رئيس المهرجان حسين فهمي ونتناقش يوميا في الأمور الفنية والإدارية

 

يعد اسم الناقد عصام زكريا واحدًا من ألمع الأسماء فى مجال صناعة المهرجانات المصرية، وذلك للخبرة الطويلة التى اكتسبها خلال سنوات عملة فى العديد من لجان التحكيم والمشاهدة، وكذلك خبرته الإدارية التي مكنته من قيادة دفة مهرجان الإسماعيلية للأفلام التسجيلية والقصيرة لسنوات وفي ظروف شديدة الصعوبة، خرج خلالها المهرجان بصورة إحترافيه مع دعوة أسماء وأفلام كبرى في عالم صناعة الأفلام التسجيلية مكونًا شراكات استراتيجية مع عدد من الهيئات والمؤسسات الخاصة المعنية بنشر الثقافة عموما والثقافة السينمائية خصوصًا، وبالشكل الذى وضع حدًا من الجودة والإتقان لا يمكن التنازل عنهم فى الدوارات المقبلة، ومع الإعلان عن توليه مسئولية إدارة مهرجان القاهرة السينمائى الدولى، توالت التهاني والاستحسان لاختياره في هذا المنصب مما يضع عليه الكثير من التحديات نظرًا لعدة عوامل سننقاشها معه في الحوار التالي لجريدة “الفجر”.

عصام زكريا 

*التعامل مع مهرجان القاهرة مختلف في كل تفاصيله، وأنت من الشخصيات التي لها خبرة طويلة في التواجد فيه وصناعته منذ سنوات، حاليًا تشغل منصب مدير المهرجان وهو منصب قيادي يسمح لك بالتطوير، فما هى أهم التغييرات التي ستقوم بها في الدورة المقبلة؟

 

مهرجان القاهرة هو أكبر مهرجان في مصر ومن أكبر المهرجانات في المنطقة العربية والعالم، وهى مسئولية كبيرة، وبالتالي فمسألة التطوير والتغيير ستأتي حسب ما تعلمته من عملي في المهرجانات، وهو ما يحدث أثناء العمل سنرى الأفكار والتطوير ولكن من المبكر الحديث عن ذلك.

 

فما يشغلني أكثر الآن هو التنظيم فهو عماد أى مهرجان، فأى مهرجان يضم أفلام عظيمة وضيوف مهمين لكن في مشكلة في التنظيم، أو العروض لا تكون بحالتها سواء الصوت والصورة، ولذلك التركيز على كل هذه التفاصيل، وعلى أن يكون هناك انضباط للجمهور في القاعات والتنظيم في مسألة حجز التذاكر والكارنيهات الخاصة بالعروض، وأن تشعر الضيوف بالراحة منذ استقبالهم في المطار، والتسكين في لفنادق، نفس الأمر ينطبق على الإعلام والنقد والفضائيات التي تغطي الفعاليات، وأن يكون هناك اهتمام بالماستر كلاس والعروض وأن يكون كل شئ في موعده، وأن يصل المهرجان إلى مستحقينه لأن الهدف من أى مهرجان سينمائي هو التثقيف السينمائي وخدمة أهل المدينة التي يقام بها المهرجان، واحداث حالة من الحراك الثقافي السينمائي، وكل ذلك سيكون هناك بالتالي تأثير سياحي واقتصادي وسياسي لكن رقم 1 هو التنشيط السينمائي.

عصام زكريا 

 

*الأزمة المالية لها تأثير كبير على صناعة المهرجانات في مصر، ومهرجان القاهرة من ضمنها فما هى الخطوات التي ستتخذها إدارة المهرجان من أجل التعامل مع الأزمة وحل مشكلة التمويل؟ وهل ستتأثر مطبوعات القاهرة بهذه الأزمة؟

 


الأزمة المالية كبيرة خاصة أن المهرجان لا يزال عليه مستحقات وديون من الدورة الماضي وقبلها، ولذلك نسعى على حل ذلك، ونبدأ الدورة الجديدة دون توابع سابقة، والمطبوعات من أقل بنود تكلفة للمهرجان رغم ارتفاع تكاليف الطباعة التي زادت مثل كل الأمور الأخرى مثل حجز الطيران والإقامة، ولكن حاليا نسعى للحلول فنحاول الاتفاق مع أحدى دور النشر لتساهم في الأمر وأن يكون هناك رعاة لطباعة الكتب لكى لا يتكلف المهرجان.

 

*الدورة مؤجلة منذ العام الماضي، إلى أى مدى سيتم البناء على ما فات، أم سيكون هناك فريق جديد وعمل من البداية على الدورة؟

 

بالنسبة للتأجيل مهتمي ليست هدم ما سبق، لعدة أسباب أولًا احترامًا لصناع الأفلام وأصحاب المشاريع فأى فيلم أو مشروع لا يزال صالح سيكون معنا، وكذلك بالنسبة لفريق العمل فالجميع زملاء وأنا ليس لدى شلة ولا أتعامل مع الناس من هذا المنطلق، وكل من عمل معي من قبل يعلم ذلك فلا يمكن أن أقوم بالاستغناء عن أحد أو أن أعطي مساحة لآخرين، فالجميع بالنسبة لي زملاء وكلهم كفاءة وبالتالي أول ما قمت به هو الاتصال بالفريق الموجود بالفعل لنرى من لا يزال لديه الوقت ولم ينشغل بمشاريع أخرى.

 

والسبب الثاني هو أن مهرجان القاهرة مؤسسة وليس أفراد، وليس إدارة لأفراد لكى يديرونه بأهواء شخصية، فالمهرجان أكبر من أى اسم، وهناك تعاقدات واتفاقات وايميلات تمت مع الناس ولا بد أن تحترم لأننا مؤسسة، وبالتالي تواصلنا مع لجان التحكيم أيضًا والضيوف والمكرمين من الدورة المؤجلة لنعرف إمكانية مشاركتهم وتواجدهم في الموعد الجديد للدورة.

انطلاق العمل في هذه الدورة بدأ متاخرا عن السنوات الماضية هل هيكون لهذا تاثير على اختيار الافلام؟
 

بالتأكيد هناك تأخير وأمامنا فقط ست أشهر وهو وقت ضيق، ولكننا بدأنا العمل منذ اليوم الأول لكى نلحق كل شئ في موعده، ونعوض الأشهر الماضية، وبدأنا نطلب الأفلام التي أنتجت في الأشهر الماضية، وإيقاع العمل بدأ سريعًا على عكس المعتاد وهو الإيقاع يبدأ بطيئا ثم يتسارع مع الوقت.

عصام زكريا 

كيف ستتعامل ادارة المهرجان مع المنافسة مع المهرجانات الأخرى في مصر والمنطقة العربية؟
 

مسألة المنافسة ليست مؤذية فنحن لا نحارب بعض، ولكننا نكمل بعض، والمهرجانات الكبيرة في مصر أو الوطن العربي تفيد مهرجان القاهرة، واسم مهرجان القاهرة يفيد هذه المهرجانات، ووجود مهرجانات كبيرة مهم لسمعة مصر والمنطقة العربية لأننا جميعًا نستفيد ونتعلم من بعض.

 

لكن مهرجان القاهرة ليس بحاجة للدخول في معركة أو منافسة فهو مهرجان عريق وقديم وراسخ وثابت ولديه تاريخ طويل ولا يمكن أن ننسى كل ذلك ويدخل المهرجان في منافسة مع مهرجانات وليدة ممكن أن تستمر عام أو عامين، مثل ما حدث مع مهرجان أبو ظبي ودبي السينمائي، فهناك من قلدهم ووضعوا لأنفسهم سقف أولويات لا يناسبهم، وبالتالي الأولوية لدينا هو مهرجان القاهرة والمنافسة الحقيقية هى المهرجان نفسه واسمه الذي يعوض فرق الميزانيات وفرق الاغراءات التي من الممكن أن تكون موجودة في المهرجانات الأخرى، فاسم المهرجان ومكانته وتنظيمه والمدينة التي يقام بها بثقافتها السينمائية مغري لأى صانع أفلام أكثر من فخامة أى مهرجان آخر.

منصبك هو مدير المهرجان ما الفرق بين المدير الفني والمدير في الصلاحيات وكيف يختلف الهيكل الإداري والفني للمهرجان بهذه التسميات؟

 

المدير النفي مسئول عن برنامج الأفلام والعروض، ولا بد أن نضع في الاعتبار أن المهرجان هو نشاط فني، وبالتالي الرؤية الفنية السينمائية لا بد وأن تكون لها الأولوية وأن تكون الحصان الذي يحرك العربة، وكل الشئون الإدارية لا بد وأن تكون تابعة للرؤية الفنية ولذلك كان من المهم ألا يحدث تضارب بين الرؤية الفنية والإدارية وأن يكون هناك مدير واحد للعملين، وهى مسألة لحماية المهرجان من هذه الإشكالية.

 

كما أن هناك تفاهم كبير بيني وبين رئيس المهرجان أستاذ حسين فهمي فهو صاحب خبرة كبيرة في المهرجان حيث تولاه بعد وفاة الأستاذ سعد الدين وهبة، وأداره وقتها بنجاح وفعالية كبيرة، ونحن نتناقش طوال الوقت ونتبادل الأفكار والآراء يوميا حول المسائل الإدارية والفنية، فالمهرجان هو فريق عمل ولا بد أن يكون هناك تفاهم وتناغم وثقة وتغليب لصالح المهرجان.