وزير خارجية فيتنام: اتفاقيات جنيف لعام 1954 معلم تاريخى للدبلوماسية الفيتنامية

عربي ودولي

بوابة الفجر

تحدث وزير خارجية فيتنام، بوى ثانه سون، فى مقال له عن اتفاقيات جنيف لعام 1954، جاء فيه:قبل 70 عاما، تم التوقيع على اتفاقيات جنيف، مما فتح فصلا جديدا فى نضال شعبنا من أجل التحرر الوطنى وإعادة التوحيد.

وبعد مرور سبعة عقود، لا تزال الدروس المستفادة خلال عملية التفاوض والتوقيع وتنفيذ الاتفاقيات تحتفظ بالكامل بقيمها فى بناء وطننا وتنميته وحمايته اليوم.

فى أواخر عام 1953، وسط تحولات هائلة فى ساحة المعركة فى الهند الصينية، قرر حزبنا والرئيس هو تشى منه شن معركة على الجبهة الدبلوماسية بالتزامن مع هجوم الشتاء والربيع 1953 - 1954 لوضع حد للحرب واستعادة السلام فى البلاد.
وفى مقابلته مع مراسل سويدى فى 26 نوفمبر 1953، قال الرئيس هو شى منه: إذا كانت الحكومة الفرنسية قد تعلمت درسًا من هذه الحرب التى استمرت سنوات طويلة، وترغب فى وقف الأعمال العدائية فى فيتنام من خلال المفاوضات وتسوية قضية فيتنام فى فيتنام بطريقة سلمية، فإن شعب وحكومة جمهورية فيتنام الديمقراطية على استعداد للترحيب بهذه النية و"الأساس لوقف الأعمال العدائية فى فيتنام هو احترام الحكومة الفرنسية الصادق لاستقلال فيتنام الحقيقى".
وفى 8 مايو 1954، أى بعد يوم واحد بالضبط من انتصار ديان بيان فو الذى "تردد صداه عبر القارات الخمس وهز العالم أجمع"، بدأ مؤتمر جنيف بمناقشة استعادة السلام فى الهند الصينية.
وبعد 75 يومًا من المفاوضات المعقدة والمكثفة فى 31 جلسة، تم التوقيع على اتفاقيات جنيف فى 21 يوليو 1954.

وأكد هذا، إلى جانب الإعلان النهائى بشأن استعادة السلام فى الهند الصينية، على استقلال فيتنام وسيادتها ووحدتها وسلامة أراضيها، ومنع نشر ضباط وأفراد عسكريين فى فيتنام، وتحديد الطبيعة المؤقتة للحدود العسكرية بالإضافة إلى الحاجة إلى انتخابات عامة حرة فى نهاية المطاف، من بين أمور أخرى.
وفى اجتماعه الحاشد عقب مؤتمر جنيف الناجح فى 22 يوليو 1954، أعلن الرئيس هو تشى منه أن مؤتمر جنيف قد اختتم، وحققت دبلوماسية فيتنام نصرا عظيما.
فى الواقع، فى حين أن فرنسا لم تعترف بفيتنام كدولة حرة داخل الاتحاد الفرنسى فى الاتفاق التمهيدى لعام 1946، ومع اتفاقيات جنيف، ولأول مرة فى تاريخ بلادنا، حقوق فيتنام الأساسية كأمة، بما فى ذلك الاستقلال والسيادة، تم التأكيد رسميًا على الوحدة والسلامة الإقليمية فى معاهدة دولية، واعترفت بها الدول فى مؤتمر جنيف.
وشكل هذا أساسًا سياسيًا وقانونيًا مهمًا لشعبنا لمواصلة النضال على الجبهات السياسية والدبلوماسية، وذلك لتحرير الجنوب لاحقًا وإعادة توحيد البلاد.

وإلى جانب انتصار ديان بيان فو، أدى التوقيع على اتفاقيات جنيف إلى الاختتام الناجح لحرب المقاومة التى خاضها الشعب الفيتنامى ضد الإمبراطورية الاستعمارية الفرنسية، ووضع نهاية حاسمة لحكم الاستعمار فى فيتنام لما يقرب من 100 عام.

وهكذا مهدت الاتفاقيات الطريق لمرحلة استراتيجية جديدة للثورة الفيتنامية ـ بناء الاشتراكية فى الشمال، ومواصلة الثورة الديمقراطية الوطنية والشعبية فى الجنوب، بهدف تحقيق الاستقلال الوطنى وإعادة التوحيد بشكل حقيقى.

لقد بنى الانتصار فى مؤتمر جنيف على المسار الصحيح للثورة، فضلًا عن التوجيه والقيادة القديرة للحزب والرئيس هو شى منه.
ويعود النصر المذكور أيضًا إلى حد كبير إلى التطلع الشديد للسلام والوطنية وشجاعة وحكمة الأمة الفيتنامية التى خففت على مدى آلاف السنين من بناء الأمة وحمايتها.
كانت اتفاقيات جنيف تتويجًا للنضال الدؤوب والصامد لجيش فيتنام وشعبها، بدءًا من حملة خريف وشتاء فيتنام عام 1947 وحتى حملة حدود الخريف والشتاء عام 1950 وهجوم الشتاء والربيع عام 1953 - 1954، والتى شهدت أكبر عدد من الهجمات.
الحدث المهم هو انتصار ديان بيان بو إلى جانب الاتفاق التمهيدى لعام 1946 واتفاقيات باريس لعام 1973، تمثل اتفاقيات جنيف لعام 1954 علامة بارزة فى تاريخ الدبلوماسية الثورية لفيتنام، حيث تعرض أيديولوجية وأسلوب وفن دبلوماسية هو شى منه.
ساعد مؤتمر جنيف فى خلق العديد من القادة والدبلوماسيين المتميزين خلال عصر هو شى منه، مثل فام فان دونج، وتا كوانج بو، وها فان ل أو، وغيرهم من المسؤولين الدبلوماسيين البارزين.
إذا نظرنا إلى التوقيع على اتفاقيات جنيف قبل 70 عامًا، فإننا ممتنون جدًا للرئيس هو شى منه وأجيال أجدادنا الثوريين، وكذلك لجيشنا وشعبنا على تضحياتهم الهائلة خلال حرب المقاومة ضد الاستعمار الفرنسى.
يجب أن نتذكر دائمًا التضامن الصادق والدعم الذى لا يقدر بثمن الذى قدمه شعب لاوس وكمبوديا والدول الاشتراكية الأخرى.