غرفة سرية فى مجمع التحرير للدعارة تديرها عاملة نظافة خلال أوقات العمل الرسمية منذ 20 سنة
مجمع التحرير أحد المصالح الحكومية الحيوية فى مصر، يتوافد عليه آلاف المواطنين لقضاء مصالحهم المتعلقة بالسفر، فهو يضم أكثر من 14 طابقاً، لشئون الهجرة ومصلحة الجوازات، وفرع لإدارة مكافحة الآداب بالدور الأخير الخاص بوزارة الداخلية.
المبنى الذى يتجاوز عمره 65 عاماً، به نحو 1350غرفة، ويعمل به 20 ألف موظف، وغالباً ما يشكو المواطنون الذين يتوافدون عليه من الروتين وبطء سير العمل، لكن ليست هذه هى المشكلة، فهذا أمر معتاد داخل أغلب المصالح الحكومية.
لكن الكارثة أنه تم اكتشاف غرفة سرية داخل هذا المبنى الحكومى، تمارس فيها الأعمال المنافية للآداب، وتديرها عاملة نظافة داخل المجمع.
الواقعة تم اكتشافها بمحض الصدفة، فقد كان هناك اقتراح من الدكتور جلال السعيد، محافظ القاهرة، بضرورة إخلاء مجمع التحرير، من خلال نقل المصالح الحكومية إلى المدن الجديدة أو عودة كل فرع من فروعه إلى أصوله بالوزارة التابعة له كبديل لتقليل الضغط على منطقة وسط البلد، وتحقيق سيولة مرورية فى تلك المنطقة المختنقة بسبب التكدس المرورى.
بناء على اقتراح السعيد، توجهت لجنة لدراسة عدد الغرف والمساحة الخاصة بها فى المجمع، لإنشاء قسم خاص لها موازٍ فى الأماكن التى ستنقل لها بعد ذلك لتكون بنفس المساحة، والعدد حتى لا يكون هناك تكدس أو عجز عند تنفيذ المقترح.
ولكن كانت المفاجأة فى اليوم الذى أرسلت فيه وزارة الداخلية لجنة هندسية وجهة أخرى لدراسة عدد الغرف، والمساحة الموجودة حالياً فى الأدوار الثامن والتاسع والعاشر لكى تستطيع اللجنة تأدية مهمتها، استعانت بالخرائط الحالية والقديمة الموجودة فى المبنى، لرصد العدد الحقيقى للغرف الموجودة داخله، ولكن تبين للجنة أن هناك غرفة بأحد هذه الأدوار غير موجودة تماماً.
تم تكثيف عمليات الرصد والبحث فى محاولة للوصول إلى تلك الغرفة، إلى أن تبين للجنة أن هناك جزءاً صغيراً بحائط أحد هذه الأدوار مغطى بورق الحائط، فتمت إزالته فظهرت الغرفة السرية التى تمارس فيها المتعة الحرام.
الغرفة تم فتحها من قبل أعضاء اللجنة، وكانت المفاجأة التى صدمتهم أنهم وجدوا داخل هذه الغرفة سريراً وملابس نسائية ودولاب،ما جعل اللجنة تشك فى محتويات هذه الغرفة، والطريقة التى تم التستر عليها بهذا الشكل.
ظل أعضاء اللجنة يتجولون لسؤال العاملين والموظفين، للكشف عن حقيقة هذه الغرفة لكن دون جدوى، فأغلب الموظفين لا يعرفونها من الأساس، وكانوا دائماً ما يجيبون: «المجمع فيه أكثر من 1000 غرفة.. هنعرف إيه ولا إيه».
لم ييأس أعضاء اللجنة، وطالبوا بسؤال العاملين عن نظافة الأدوار الثلاثة المذكورة ، وكانت سيدتان، الأولى معينة منذ فترة قريبة، والأخرى تعمل منذ سنوات.
تم فتح تحقيق داخلى فى وجود السيدتين، وفى البداية أنكرت السيدة العاملة منذ سنوات معرفتها بوجود هذه الغرفة، إلا أنها بعد ذلك قالت إن هذه الغرفة كانت تستخدمها لتبديل ملابسها بعد انتهائها من عملها.
لم تصدق اللجنة رواية هذه العاملة، خاصة أن الملابس التى عثر عليها داخل الغرفة «غير لائقة»، فضلاً عن الطريقة التى خبأت بها، بالإضافة إلى خلع باب الغرفة، وتغطيته بورق حائط حتى لا تكون ظاهرة لأحد على أنها غرفة.
وانتهت نتيجة التحقيقات إلى أن هذه السيدة كانت تستخدم هذه الغرفة للمتعة الحرام بين رجال وسيدات يتوافدون عليها، خلال أوقات العمل الرسمية من الساعة الثامنة صباحاً حتى الثالثة عصراً، بل وصل الأمر أنها كانت تؤجر الغرفة لأفراد ذوى صلة بها، بحجة قضاء مصالحها، نظير مقابل مادى.
اللجنة تحفظت على الغرفة، ومحتوياتها، وتم تحرير محضر بالواقعة، وإحالة هذه العاملة إلى النيابة العامة لاستكمال التحقيق معها.