خبير عسكري: أوباما يضغط على إثيوبيا لعرقلة مفاوضات سد النهضة

تقارير وحوارات

بوابة الفجر


مساعد وزير الخارجية للشئون الإفريقية : أمريكا تقدم دعما ماديا وفنيا للقوات الإفريقية مما يؤثر على الدور المصري

رئيسة برنامج الشئون الإفريقية بالأهرام : إفريقيا تمثل منطقة للمصالح الإستراتيجية الأمريكية

خبير عسكرى : أوباما يمارس ضغوطا على إثيوبيا لعرقلة مفاوضات سد النهضة

مستشار باكاديمية ناصر : اوباما يفرض النموذج الديمقراطى الأمريكى " غير المثالى " على العالم

خبير إقتصادى : توجهات مصر الجديدة نحو إفريقيا ازعجت الادارة الأمريكية التى تربطها علاقات متميزة بإثيوبيا 


"ما هو الهدف غير المعلن من زيارة اوباما إلى إثيوبيا ؟"، سؤال يطرح نفسه على خلفية الخطاب الذى ألقاه أوباما فى الإتحاد الإفريقي، أمس الثلاثاء، حيث تتنامى المخاوف المصرية من تلك الزيارة على ضوء توجهات مصر إلى تحسين العلاقات مع دول القارة الإفريقية والتى نجحت لحد بعيد فى ازالة التوتر الذى شاب العلاقات مع أشقائنا الأفارقة.

كما تتنامى المخاوف على ضوء بعض التقدم الذى احرزته المفاوضات المصرية الإثيوبية فيما يتعلق بسد النهضة ، الأمر الذى يجعل زيارة اوباما شكلا من أشكال السلوك غير الودى تجاه مصر خاصا لما تمثله القارة الإفريقية كأحد أهم دوائر الأمن القومي المصري.

فى البداية وصفت السفيرة منى عمر مساعد وزير الخارجية الأسبق للشئون الإفريقية خطاب اوباما فى الاتحاد الإفريقى بالحدث المهم حيث أن هذه أول زيارة امريكية منذ فترة طويلة ، واضافت أن محاور الخطاب تركزت على قضية الإرهاب و الديمقراطية وحقوق الإنسان علاوة على تحذيره إلى بعض الرؤساء الأفارقة الذين يحكمون بشكل غير ديمقراطى فى اشارة إلى رئيس بوروندي. 

واكدت عمر، على أن الاستراتيجية الأمريكية والأوروبية فى الوقت الحالى تمنع المشاركة العسكرية فى أى عمليات نزاع أو حروب إفريقية بشكل مباشر ، إلا أن ذلك لا يحول دون الدعم الأمريكى للقوات الإفريقية سواء على المستوى المادى أو التدريبى ، مشيرا إلى أن ذلك يؤثر على الدور المصرى ، و اكدت أن الولايات المتحدة تستفيد ماديا من الاضطرابات التى تحدث فى إفريقيا على اعتبار أنها مناخ خصب لتسويق السلاح الأمريكي. 

الدكتورة أمانى الطويل رئيسة برنامج الدرسات الإفريقية بمركز الأهرام للدراسات السياسية والإستراتيجية ، قالت أن زيارة اوباما لإفريقيا تعبر عن التوجه الأمريكى المعلن منذ عام ٢٠٠٢ والذى اعتبر أن إفريقيا منطقة تمثل المصالح الاستراتيجية للولايات المتحدة ، الأمر الذى استدعى تشكيل القوات الأمريكية المعروفة باسم افريكوم.

من جانب أخر ، ابدى اللواء محمد الغباشى الخبير العسكرى وأمين الإعلام لحزب حماة الوطن مخاوفه تجاه زيارة اوباما لإثيوبيا وإفريقيا فى هذا التوقيت ، مؤكداً على أن الإدارة الأمريكية تنظر بعين القلق إلى النجاح الكبير الذى حققته الدبلوماسية والقيادة المصرية فى استعادة قدر كبير من العلاقات المتميزة بقارتها الإفريقية.

وأشار اللواء الغباشى إلى الخطة الصهيو أمريكية، التى وضعت معالمها عقب حرب اكتوبر المجيدة والتى تستهدف تصعيد ودعم دول واطراف محددة للعب ادوار اقليمية معادية لمصر لتقويض دورها الريادى فى منطقتها العربية والإفريفية ، وتابع هذه الدول هى إيران وتركيا ودولة عربية بخلالف قطر ، أما على المستوى الإفريقى فتأتى إثيوبيا لتكون الدولة الرابعة المنوط بها لعب ادوار فى محيطها الاقليمى بهدف تهديد مصر من خلال عمقها الجنوبى وتقليص نفوذها ، كما ابدى اللواء مخاوفه حول نجاح الولايات المتحدة فى ممارسة ضغوط على إثيوبيا لعرقلة مفاوضات سد النهضة.

وحول رسائل أوباما من الخطاب الذى ألقاه أمس فى الإتحاد الإفريقى ، قال اللواء الغباشى أن الرسالة الأخطر هى ابراز الاهتمام الأمريكى بجماعة بوكو حرام الإرهابية ، واكد اللواء أن ذلك دلالة جديدة على الانتقائية الأمريكية فى مواجهاتها المزعومة للإرهاب ، كما اكد أن التركيز على قضايا الإرهاب فى إفريقيا قد يكون مقدمة لتدخل أمريكى فى إفريقيا على غرار العراق وسوريا فى اطار ما يسمى " كذبا " التحالف الدولى لمواجهة الإرهاب.

وحول تأكيد أوباما على قيم الديمقراطية فى خطابه الذى القاه اليوم فى الاتحاد الإفريقى ، قال اللواء سمير بدوى المستشار باكاديمية ناصر العسكرية أن الخطاب يعبر عن ملمح رئيسى فى الاستراتيجية الأمريكية وهو نشر الديمقراطية وفق المعايير الأمريكية وفرضها كنموذج على كل ثقافات العالم ، على الرغم أن الديمقراطية الأمريكية ليست مثالية وهذا ما اكده اوباما بقوله ، وعلى الرغم أيضا أن الولايات المتحدة تعانى مشاكل فى نظامها الا أنها نجحت فى تسويق نفسها كثقافة تسمو عن الثقافات الأخرى و قادرة على اختراق كل المجتمعات.

واكد اللواء بدوى أن الواقع الدولى اليوم اختلف عن السياق الزمنى وقت الحرب الباردة حيث كان يتصارع الاتحاد السوفيتى والولايات المتحدة على مناطق النفوذ ، أما الآن فإن الصراع اصبح على مناطق المصالح ، كما اكد أن إفريقيا بما تمتلكه من ثروات طبيعية ومناخ استثمارى كبير اصبحت جاذبة لكل القوى الكبرى.

واقتصادياً ، قال الدكتور رشاد عبده الخبير الإقتصادى إن توجهات الصين إلى القارة الإفريقية ازعجت الولايات المتحدة ، مضيفا إفريقيا تتمتع بثروات طبيعية كبيرة خاصا على مستوى المواد الخام والطاقة استوجبت الاهتمام الأمريكى مما جعلها تحتكر بعض آبار البترول المنتشر هناك ، واكد أن الولايات المتحدة كقوة عظمى تسعى للسيطرة على إفريقيا لما تمثله من مصالح بالنسبة إليها.

.
وأوضح الدكتور عبده أن إفريقيا قارة بكر وتحتاج لمشروعات ضخمة خاصا فى مجال البنية التحتية مما جعلها مناخا استثماريا واعدا جذب العديد من الدول بما فى ذلك الدول غير الصديقة لمصر وعلى رأسها إسرائيل التى اصبحت من أهم الدول الضالعة فى مشروعات تنموية وخدمية تمس الواقع المعيشى للمواطن الإفريقى مثل قطاع الصحة والزراعة مما ساهم بشكل كبير فى تنامى النفوذ الإسرائيلى.

وأكد الخبير الاقتصادي على أن توجهات مصر الجديدة بعد الثورة الشعبية فى ٣٠ يونية نحو إفريقيا ازالت قدرا كبيرا من التوتر الذى شاب العلاقات المصرية الإفريقية فى الفترات السابقة ، وكان ابرز تجليات ذلك مؤتمر التكتلات الإقتصادية الإفريقية الثلاث الذى استضافته شرم الشيخ منذ أشهر قليلة وترتب عليه اتفاقات إقتصادية مهمة ومؤثرة ايجابيا على صعيد استعادة تميز وعمق الدور المصرى ، كما اكد ان تحسين العلاقات المصرية الإفريقية عموما والإثيوبيا خاصا ازعج الادارة الأمريكية التى تربطها بإثيوبيا علاقات متميزة.

وأختتم د. عبده قائلا :" إفريقيا سوق واعد للجميع والفرصة مهيأة تماما لنفوذ اطراف معادية لمصر ولكنى اثق فى الخارجية المصرية وقدرتها على وضع الخطط الاستراتيجية لحماية العمق الجنوبي المصري".