بالصور.. مسجد القاضي "عبدالباسط" بحي الجمالية

وكان القاضي عبد الباسط يشغل منصب قاضي قضاة مصر -أي وزير العدل- في أيام الملك المؤيد شيخ المحمودى، كما شغل القاضي عبدالباسط كذلك منصب ناظر الخزانة -أي وزير المالية-، وناظر الكسوة الشريفة، وهو الوزير المسئول عن كسوة الكعبة الشريفة التي كانت تخرج سنويا من مسجده بعد تصنيعها في دار الكسوة الشريفة بالقرب من مسجد الإمام الحسين وإرسالها إلي الكعبة الشريف، وفى أيام الأشراف برسباى أسندت إليه الوزارة والاستادارية – وهي المسئولة عن الملكية الخاصة.

وكان هذا المسجد يقوم بأكثر من وظيفة فهو في المقام الأول مسجد جامع كانت تؤدى فيه الصلاة الجامعة، يؤكد ذلك المئذنة والمنبر المعد للخطبة، كما قام بوظيفة المدرسة حيث ألحقت به مدارس فرعية وتؤكده النصوص التأسيسية الموجودة على الواجهة وعلى الصحن، وكذلك ألحقت به وحدة خيرية عبارة عن سبيل ماء يعلوه كُتَّاب لتعليم الأيتام، وفي عصر لاحق أضيفت إليه وظيفة جَنَزِيَّة.

وللمسجد وجهتان يقوم عند تلاقيهما سبيل يعلوه كتاب وله مدخلان يقع أحدهما بالوجهة الشرقية والثانى بالوجهة البحرية ويتكون كل منهما من صفة معقودة بمقرنصات وله باب خشبى حلى بالنحاس المزخرف على شكل سرة مستديرة فى الوسط وأربعة أركان يحصرها من أعلى وأسفل طراز مكتوب.

وتقوم المنارة بالوجهة البحرية وهي تكاد تكون صورة طبق الأصل من منارة جامع المؤيد المنشأة فى نفس التاريخ.

وقد بنى هذا المسجد على نظام المدارس ذات التخطيط المتعامد بحيث يتكون من صحن مكشوف تحيط به أربعة إيوانات يتوسط صدر إيوان القبلة محراب حجرى بسيط يجاوره منبر خشبى دقيق الصنع طعمت حشواته بالسن والزرنشان وهو يعتبر من المنابر التى بلغت فيها دقة الصناعة شأنًا عظيما.

وأرض إيوان القبلة والصحن مفروشة بالرخام الملون بتقاسيم هندسية جميلة ، ويدل سقفا السبيل والطرقة الموصلة من الباب الشرقى للصحن وما بهما من نقوش جميلة مذهبة على ما كانت عليه أسقف المسجد من أبهة وجمال.

كما أن للمسجد مئذنة رشيقة مكونة من منطقتين مثمنتين يظهر على طرازها التأثر بمئذنة المؤيد شيخ، ولها منبر جميل من الحشوات المجمعة مطعم بالعاج والصدف، والحشوات عبارة عن ألواح تستخدم لملء الفراغات بين الدعامات.