«بابا العرب» مسلسل تليفزيونى يرصد رحلة البابا شنودة من الميلاد حتى التنيح

قد تكون المرة الأولى التى تتحمس فيها الكنيسة لإنتاج مسلسل تليفزيونى لأحد باباواتها يحكى سيرته الذاتية منذ ولادته وحتى مماته، ولم لا، خاصة أن بطل هذا العمل الدرامى هو الأنبا الراحل البابا شنودة الثالث.

 هذا ما جعل عدداً كبيراً من الأقباط ينتظرون مسلسل «بابا العرب»، والذى يتناول السيرة الذاتية للبابا الراحل شنودة الثالث، بطريرك الأقباط الأرثوذكس رقم 117 فى تعداد باباوات كنيسة الإسكندرية.

 يعد مسلسل «بابا العرب»، والذى قام بكتابة السيناريو والحوار له وسيقوم بإخراجه المخرج الشاب ألبير مكرم، أول مسلسل تليفزيونى يتناول السيرة الذاتية لأحد أبطال الكنيسة، كما يُعد أول مسلسل عن شخصية دينية كالبابا شنودة يعرض عبر القنوات العامة، ليتحمل تكلفة إنتاجه شركة إنتاج عامة، لاسيما أن الكنيسة هى التى تتحمل إنتاج ونشر وتوزيع وبث الأعمال الدرامية التى تتحدث عن أبطال الكنيسة من رجال ونساء.

 قال «ألبير مكرم»: إنه انتهى من كتابة السيناريو والحوار الخاص بالمسلسل الجديد، والذى من المقرر أن يعرض على 30 حلقة متتالية، لافتًا إلى أن السيناريو استغرق 3 سنوات من البحث التاريخى، حتى يخرج على الشكل الذى سيراه الجمهور.

 وأضاف: «بابا العرب» لن يخرج عن الصورة التى خرج عليها بقية الأعمال الدرامية التى تناولت قصة حياة اى من أبطال الكنيسة من قبل، لافتًا إلى أن العمل سيتناول الجوانب السياسية والاجتماعية فى حياة البابا شنودة الثالث، مؤكدًا أنه تناول الجانب الدينى فى شكل احترافى بحيث يلائم جميع المشاهدين من الجمهور مسيحيين ومسلمين، فى إشارة إلى أن الأمر لن يتناول الجوانب الكنسية والروحانية للبطريرك مثل الصوم والصلاة فقط، لكن سيتطرق إلى مالا يعرفه الجمهور عن تلك الشخصية المعاصرة من قرارات كنسية وسياسية، والأوجه الاجتماعية العديدة للبابا شنودة.

 أكد «مكرم» أن عملية الإنتاج خرجت خارج نطاق الكنيسة، لاسيما أن الميزانية المحددة للعمل تعتبر كبيرة فعلا، وبناء عليه تم الاتفاق مع شركة إنتاج كبرى فى السوق الفنية المصرية، لتحمل تكلفة إنتاج المسلسل، مؤكدًا أن حلقات المسلسل الثلاثين ستعرض جميعها على إحدى القنوات العامة وليست قنوات الكنيسة كما تصور البعض، حتى تمكن الجمهور الموجه إليه العمل من المسلمين والمسيحيين من مشاهدته.

 لفت «مكرم»إلى أن الجانب السياسى سيلقى مكانته داخل السيناريو، حيث سيبرز عدة قرارات للبابا فى ذلك الشأن والظروف البيئية التى دفعته لاتخاذ تلك القرارات، وأبرزها قرار منع سفر الأقباط إلى القدس، ورفض التطبيع الشعبى مع إسرائيل.

 عن دور البطولة فى المسلسل قال «مكرم» إنه لن يتم اختيار أحد المشاهير للقيام بالدور لعدة أسباب أبرزها وجود مساحة لاختيار شخص تشبع فعليا بالبابا شنودة مما يمَّكنه من الوصول إلى نبرة الصوت وطريقة المشى والكاريزما التى اشتهر بها البابا شنودة، والسبب الثانى هو عدم تأثر المشاهدين بالممثل الشهير أو طريقة تمثيله والتركيز معه بشكل يغلب على التركيز مع الشخصية المحورية للمسلسل.

أوضح «مكرم» أن العمل لن يمر على لجنة المصنفات الكنسية، كبقية الأعمال الدرامية المسيحية، مؤكدًا أن عملية الإنتاج خرجت عن نطاق الكنيسة، ما يؤكد أن العمل لا يصنف كونه «عملاً مسيحياً»، بل عملاً فنياً مصرياً.