التعامل بـ"الجنيه"بين مصر وروسيا أهم النتائج الإيجابية لزيارة بوتين
أبو العلا: زيارة الرئيس الروسى ستنقذ مصر من إستيراد الغاز من إسرائيل
لطفي: التعاون المصرى الروسى سينهى أزمة نقص المخزون الإستراتيجي من العملة الأجنبية للبلدين
عبد الحميد:إنشاء منطقة حرة مع روسيا نواه لتكتل اقتصادي جديد
شهدت الزيارة الثانية للرئيس الروسي " فلاديمير بوتين" لمصر تطورا كبيرا فى العلاقات الإقتصادية والتجارية بين البلدين حيث قام الطرفان بتوقيع عدد من الاتفاقيات الثنائية بين البلدين، بما يعزز من مسيرة التعاون المشترك.
وقد جاء على أولويات الإتفاقيات قطاع الطاقة، حيث تم التوقيع على مذكرة للتفاهم من أجل إنشاء محطة للطاقة النووية فى الضبعة لتوليد الطاقة الكهربائية، والتعاون في مجال تخزين الحبوب، بالإضافة لتيسير جهود إقامة منطقة التجارة الحرة بين مصر والاتحاد الجمركى الأوراسي.
كما تم الإتفاق على الإنتهاء من إقامة المنطقة الصناعية الروسية، والتى تم تحديد موقعها فى شمال "عتاقة" على محور قناة السويس، بالإضافة لتعزيز علاقات التعاون فى مجال السياحة، حيث أكد الرئيس الروسي دعمه لجهود مصر لاستعادة كامل نشاطها السياحى، فضلاً عن تشجيع السائحين الروس على زيارة مصر.
كما أبرم الطرفان إتفاقا ُ يعتبر الأهم وهو إلغاء التعامل بالدولار في التبادل التجاري بين البلدين، على أن يكون التعامل بالجنيه.
ومن جانبه أشاد رمضان أبو العلا، خبير هندسة البترول بجامعة قناة السويس، برجوع العلاقات المصرية الروسية، مؤكدا أن تلك العلاقات ستثمر بالكثير من الإستثمارات التي ستعوض بالنفع على مصر.
وطالب أبو العلا، من جميع مؤسسات الدولة للوصول إلى نفس أداء الرئيس السيسي خصوصا بعد تجديد العلاقات المصرية الروسية، مشيرا إلى ان كافة الوزارات عموما والبترول خصوصا لا تتلائم مع أداء الرئيس السيسي وتؤجل من التعاون الذي يستثمره لنا.
وأشاد الخبير البترولي، بالتعاقدات التي وقعها كلا من الجانبين المصري والروسي، مطالبا بألا يأخذ قرار التعاون بين البلدين في مجال الطاقة النووية أكثر من حجمه، حيث أن إستهلاك إحتياجاتنا لا يتعدى الـ6% فقط.
مشيرا إلى أن معظم الإحتياجات تكون للبترول والغاز الطبيعي لتشغيل محطتي الإسالة في دمياط ورشيد، موضحا ان تعطيل تلك المحطتين خسر مصر 14 مليار جنية قدر الإستثمارات من تلك المحطتين.
وأكد أبو العلا أن التعاون المصري الروسي سيتقذ مصر من إستيراد الغاز من إسرائيل، مؤكدا أن هذا الأمر كان سيزعج الكثيرين.
ومن ناحية أخرى أشاد الدكتور علي لطفي رئيس وزراء سابقا، بالتعاقدات التي وقعت بين الرئيس الروسي "فلاديمير بوتين" والرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، مؤكدا أن المزايا عديدة وراء تجديد العلاقات المصرية الروسية.
فيما رحب" لطفي" خلال تصريحاته لـ"الفجر" ، بالاتفاق المصري الروسي بإلغاء التعامل بالدولار في التبادل التجاري بين البلدين، مؤكدا أن التبادل التجاري بين مصر وروسيا باستخدام العملات المحلية مفيد جدا للبلدين خاصة بعد انخفاض السعر العالمي للبترول.
وأشار رئيس الوزراء السابق، إلى أن إلغاء التعامل بالدولار سيخفف من الضغط على احتياطي البنك المركزي من العملة الأجنبية، مما يفيد في التضييق على بيع الدولار في السوق السوداء.
وأكد لطفي أن روسيا تسعى إلى تعويض نقص وارداتها من الدولار بعد انخفاض سعر البترول حيث إنها أكبر مصدر للبترول في العالم، مؤكدا أن البلدين في حاجة إلى هذه الخطوة بسبب نقص المخزون الاستراتيجي من العملة الأجنبية لدى البلدين.
كما أثنى الدكتور عبد المطلب عبدالحميد، أستاذ الإقتصاد والرئيس الأسبق لأكاديمية السادات للعلوم الإدارية، على نتائج زيارة الرئيس الرئيس الروسي لمصر،مشيراً أن منطقة التجارة الحرة كانت مطلب مصري للولايات المتحدة الأمريكية ولم نحصل عليه.
وقال عبد الحميد، في تصريح خاص لـ"الفجر"،أن وجود منطقة تجارة حره سوف يكون له آثاراً إيجابية على الاقتصاد المصري وله عائده، لافتاً إلى أنه نوع من تعميق العلاقات الاقتصادية وبين البلدين وخطوة جديدة لتطوير وتعميق التجارة الحره، تصل إلى التبادل بين البلدين، متوقعاً أن يتم إعلان عدم وجود رسوم جمركية بينهما ووصولها إلى صفر في مرحلة من المراحل .
وأضاف أن منطقة التجارة الحرة تعتبر النواه الأولى لأي تكتل اقتصادي، مشيراً إلى أن وجودها بين مصر وروسيا سيكون له آثار ايجابية عالية فيما بعد، وعدوم رسوم جمركية أو قيود كمية سينعكس بقوة على المنتجات المصرية، متوقعاً زيادة الصادرات إلى روسيا، بالإضافة إلى إمكانية استيراد منتجات تساعد الدولة على زيادة قدرتها التنافسية مثل المعدات الاستثمارية .
وعبر عبدالحميد، عن سعادته البالغة لحديث "بوتين" عن زيادة الاستثمار الروسي، لافتا إلى أنه يروج لمؤتمر شرم الشيخ الاقتصادي، وأن الهدف الرئيسي للزيارة هو دعم الاقتصاد المصري بقوة إلى جانب الدعم السياسي والعسكري، متابعاً: "زيارة بوتين في اطار خلق حالة من التكامل الاقتصادي بيننا وبين روسيا، وهي دولة تقف إلى جانب مصر بنفس الدرجة تقفها السعودية إلى جانبها".
واستكمل: "زيارة بوتين جائت في وقت مناسب مما يخدم المؤتمر الاقتصادي ويعمل على نجاحه، وعلى الرغم من المحاولات اليائسة للبعض الا أن هذا المؤتمر سوف ينجح".