مصدر أمني لـ"العرب اللندنية": التسريبات المزعومة تمت بدعم مخابراتي

أخبار مصر

بوابة الفجر


دخلت الحرب الإعلامية بين جماعة الإخوان المسلمين والنظام المصري مرحلة جديدة، حيث تصاعدت معالم ما يسمى بـ”حرب التسريبات”، عندما أذاعت قناة “مكملين” التابعة للإخوان تسجيلا صوتيا نسبته للرئيس عبدالفتاح السيسي عندما كان وزيرا للدفاع ومدير مكتبه عباس كامل، تعرض فيه السيسي وكامل بالنقد لبعض دول الخليج، في حضور محمود حجازي رئيس المخابرات الحربية آنذاك، رئيس الأركان حاليا.

وأحدث التسريب الجديد، الذي أعادت بثه قناة الجزيرة القطرية، ردود فعل واسعة، في أوساط خليجية ومصرية، لأنه يستهدف إحراج الرئيس السيسي وأصدقائه في دول الخليج.
 
ولاحظ مراقبون أن توقيت إذاعة التسريب الجديد، ينطوي على رغبة في ضرب العلاقة القوية بين مصر والسعودية والإمارات والكويت تحديدا، والتأثير على استمرار تدفق المساعدات، خاصة أن مصر تراهن على تعظيم الفوائد من أصدقائها في دول الخليج خلال المؤتمر الاقتصادي الذي سيعقد الشهر المقبل في مدينة شرم الشيخ.
 
وتحركت السعودية لتبيان أنها غير معنية بالتسريبات إذ استقبل ولي العهد السعودي الأمير مقرن بن عبدالعزيز، سفير مصر لدى المملكة عفيفي عبدالوهاب.
 
وقالت وكالة الأنباء السعودية إن السفير المصري نقل تحيات وتهاني الرئيس عبدالفتاح السيسي، ورئيس مجلس الوزراء المصري إبراهيم محلب.
 
وأكدت الخارجية المصرية أن السفير المصري يعد أول سفير معتمد لدى المملكة يهنئ الأمير مقرن بتوليه ولاية العهد “بما يعكس عمق العلاقات التاريخية التي تربط بين البلدين والشعبين الشقيقين”.
 
وأشارت مصادر إماراتية بدورها إلى عدم اهتمامها بما ورد في التسجيل وأن دور مصر والعلاقات مع الخليج أهم من أي تسريبات أو مواقف شخصية.
 
وقال ضاحي خلفان نائب رئيس الشرطة والأمن العام في دبي، بأن ما تصفه جماعة الإخوان بـ”التسريبات” لا تعد إثباتا ولا ترقى إلى قرينة، ولا تثبت مطلقا أي حقيقة، معتبراً أنه “دليل غباء”.
 
وأضاف خلفان، عبر حسابه على تويتر “الوشايات التي يؤلفها الإخوان للوقيعة بين مصر ودول الخليج العربي لعب عيال لا يتبعها الرجال”، مضيفا “آخر فرقعات الإخوان، ذخيرة فاسدة، وأشهد للتاريخ أن الإخوان أغبى بني البشر”.
 
وقال عبدالخالق عبدالله أستاذ العلوم السياسية في جامعة الإمارات على حسابه في تويتر “إذا كان هدف الإخوان بتسريب الحوار بين السيسي ومدير مكتبه هو الإساءة للعلاقات الخليجية المصرية فإن هذا لن يحدث.. موتوا قهرا يا إخوان”.
 
وكشف مصدر أمني لـ”العرب اللندنية” أن التحريات المصرية أثبتت أن التسريبات التي نشرتها جماعة الإخوان، عبر قنوات إعلامية تتحدث باسمها، تم إعدادها عبر تقنيات حديثة بدعم مخابراتي من دول يهمها إفشال مصر.
 
وأكد المصدر أن عناصر محترفة من الإخوان تلاعبت بتتابع بعض الجمل على لسان السيسي ومساعديه.
 
وأرجع المصدر تكرار موضوع التسريبات، إلى أنها محاولات للنيل من شعبية الرئيس عبدالفتاح السيسي، داخليا أو خارجيا.
 
وأشار إلى أن التسريب المفترض لا يرقى إلى مقطع صوتي مسرب لأمير قطر السابق الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني، أثناء حديثه مع الزعيم الليبي الراحل معمر القذافي، والذي تطاول فيه على عدد من الدول العربية، أبرزها مصر والسعودية والأردن، واعترف خلاله بتنفيذه مخططا لإسقاط العائلة المالكة في المملكة العربية السعودية خلال 12 عاما، وأن العائلة المالكة السعودية سوف تنتهي دون أدنى شك، وأن أحد الفقهاء بالسعودية يقود مخططا ضد العائلة المالكة في المساجد.
 
رئيس الوزراء المصري إبراهيم محلب، قال في تصريحات، إن كل ما تقوم به القنوات التابعة لجماعة الإخوان، لن يغير شيئا في المشهد الراهن، موضحا أن أحدا لن يصدق هذه التسريبات المفبركة، مضيفا أن قنوات الجماعة التي تبث من تركيا تصرف أموالها هباء، لبث بيانات ونشر إنذارات بتنفيذ عمليات تعتبر علامات دامغة على إرهابها.
 
مجاهد الزيات الخبير الأمني ووكيل جهاز المخابرات سابقا قال لـ”العرب اللندنية”، إن هذا التسريب يهدف إلى التشويش على السياسة الخارجية لمصر، خاصة حيال الموقف السعودي تجاه الدولة المصرية.
 
وتوقع اللواء خالد مطاوع الخبير الأمني، أن تشهد المرحلة المقبلة زيادة في هذه النوعية من الممارسات التي أطلق عليها “حرب اللاعنف”، خاصة مع اقتراب مصر من تحقيق الاستحقاق الثالث في خارطة الطريق، والمتمثل في الانتخابات البرلمانية، مؤكدا أن جماعة الإخوان المسلمين سوف تلجأ إلى هذه الحيل لإفساد العلاقات الخارجية المصرية، بعد أن فشلت في الحشد في الشارع المصري.